حملات مقاطعه السلع والمنتجات بين الواقع والمأمول

الدكتور/ ياسر حسين سالم يكتب:

حملات مقاطعه السلع والمنتجات بين الواقع والمأمول

 

بقلم الدكتور/ ياسر حسين سالم

 

فشلت سابقا حمله خليها تصدي للسيارات بسبب النظره غير الموضوعيه لموضوع التضخم وارتفاع الاسعار ولم تهبط أسعار السيارات ، وفشلت ايضا مثلها فشل كبير حملات خليها تعنس و حملات خليه عند امه .

بسبب النظره الضيقه المحدوده لمروجي تلك الحملات وعدم قناعه مروجين تلك الحملات ان هناك تكاليف وان هناك عناصر تكلفه لكل خطوه.

وفكره الاستحواذ علي شئ دون تكلفه حقيقيه فكره غريبه وعجيبه ، فكره تبتعد عن التدقيق والحقيقه والموضوعيه لبواطن وفنيات الامور ، فكره تبتعد عن حساب حقيقي لعناصر التكلفه .

فكره تنحي العلم جانبا وتكفر بقانون العرض والطلب ، فكره لا تعرف قانون الندره ولا تعلم ولا تعرف بأسباب كون الذهب لماذا ثمينا والصفيح لماذا رخيصا منذ فجر التاريخ .

 

ان مروجي تلك الحملات يعلمون جيدا وشاهدوا كيف تخطي كيلو السكر خمسون جنيها ثم تراجع دون الثلاثون جنيها للكيلو ، وكيف تخطي كيلو البصل خمسون جنيها ثم تراجع الي عشره جنيهات واقل للكيلو ، وكيف تصل الطماطم عشرون جنيها للكيلو ثم تعاود الهبوط لخمسه جنيهات او اقل للكيلو الطماطم مع ان التجار هم ذاتهم نفس التجار .

ان المواطن متقبل ارتفاع سعر سيارته للضعف او ارتفاع ثمن قطعه ارض يمتلكها او ارتفاع ثمن عقار يمتلكه الي اكثر من الضعف ، المواطن متقبل ذلك .

والسيده التي ارتفع ثمن مصاغها من الذهب عده أضعاف متقبله ذلك ، والشاب او الفتاه متقبلين جدا ارتفاع ثمن هواتفهم الشخصيه او اجهزه الكومبيوتر ملكهم الي اكثر من الضعف .

لكن المفارقه العجيبه الغريبه غير المعقوله هي في عدم تقبل كل هؤلاء ارتفاع أسعار منتجات تمر بدوره تكلفه ومكونات عناصر تكلفه ادت الي ارتفاع اسعارها في الاسواق وبكل اسف ستفشل ايضا حملات المقاطعه للحوم وللدواجن وللاسماك .

بسبب أخطاء اهمها الدفع الخيالي لعناصر تكلفه المنتجات و حسابها باساس مغلوط ، فاري مثلا ان احدهم يكتب علي وسائل التواصل الاجتماعي ان ثمن العجل الجاموس الحي ثلاثون الف جنيه والواقع انه ثمن عجل رضيع او ثمن خروف .

جشع التجار

وبكل صراحه اقول ان فزاعه جشع التجار هي الذئب في روايه اخوه يوسف عليه السلام ، واشكاليه ارتفاع الاسعار المعاصره تعود لأسباب عديده ، منها التضخم العالمي .

الواردات  المحتجزه

ومنها ازمه الواردات المصريه المحتجزه عده شهور بالمواني والتي انتهت اخيرا بعد ان سببت خللا كبيرا في قواعد الانتاج المصري ، ومنها التغير السلبي لسعر صرف الجنيه المصري امام العملات الاجنبيه عده مرات متتاليه في سنوات تعد علي أصابع اليد الواحده .

وهناك المشكله الرئيسيه لارتفاع الاسعار في مصر والبروتين عموما ، في اللحوم ومشتقاتها والدواجن ومشتقاتها والاسماك ومشتقاتها ، بسبب خلل مزمن ناتج عن فجوه زياده الاستهلاك عن الانتاج ، خلل مزمن ناتج عن زياده الطلب عن المعروض .

حملات المقاطعه

ان حملات المقاطعه واقعه في خيال أخطاء حساب عناصر التكلفه للمنتج ، ووهم وخيال السوق المغلق المحدود ، والواقع والحقيقه ان السوق مفتوح للاستهلاك المحلي والاقليمي والدولي من خلال الاستيراد والتصدير .

ولا حل لهبوط اسعار السلع والمنتجات سوي العمل و زياده الانتاج المتنوع وزياده المعروض من السلع في سوق حر تنافسي ، مع استراتيجيه تحسن من سعر صرف الجنيه امام العملات الاجنبيه باستمرار .

 

ان مجتمعنا المصري يحتاج الي حملات اكثر موضوعيه واكثر عمقا لحل المشكلات مجتمعنا يحتاج حملات تحث علي زياده العمل و في مصر نحتاج حملات تحث الضمير الجمعي علي زياده الانتاج المتنوع المستدام .

كاتب المقال

الدكتور/ ياسر حسين سالم
المحاضر بالجامعات الخاصه والدوليه
والخبير الاقتصادي والمالي

قد يعجبك ايضآ