البطريق الإمبراطور ”ايدن” وسمكة القرش قصة .. علي سليمان

البطريق الإمبراطور ”ايدن” وسمكة القرش

قصة .. علي بدر سليمان

المزيد من المشاركات

بحبها

تأملات

في القطب المتجمد الجنوبي وبالقرب من إحدى التلال الجليدية الضخمة تعيش طيور البطريق في جماعات مستقلة حيث درجات الحرارة منخفضة جدا وقد تصل إلى مادون العشرين درجة ”تحت الصفر“.
يعيش الزوجين ”ديكلن وكلوي” مع طفلهما الصغير ”ايدن“ في حب وانسجام.
وفي يوم من الأيام وعندما كانت تشرق الشمس وكان الجو دافئ نوعا ما قالت الأم كلوي لزوجها:
يازوجي العزيز يجب علينا أن نعلم طفلنا الصغير ”ايدن” السباحة في المياه العميقة والغوص إلى الأعماق فلقد
أصبح قادرا على الحركة بشكل جيد.
فأجابها زوجها ”ديكلن”:
حسنا يازوجتي العزيزة سنعلمه كيفية السباحة والغوص إلى الأعماق ابتداء من صباح الغد.
وفي اليوم التالي أخذ الوالدين بتعليم البطريق الصغير
كيف يسبح في المياه العميقة.
الأب ”ديكلن“ مخاطبا طفله الصغير:
هيا ياولدي أسرع فأنا سأنتظرك عند تلك التلة الجليدية الضخمة.
********************************
الأم ”كلوي” مخاطبة طفلها الصغير وهي ”مبتسمة“:
لاترد على أبيك ياولدي تعال إلي فأنا أحبك وسأصطد
لك أكبر سمكة في المحيط.
احتار البطريق الصغير ايدن من يرضي والدته أم والده
الذي صرخ به بشدة قائلا˝:
أسرع إلي يابني فإني أريد أن أصنع منك بطريق قوي
فأخذ ”ايدن” يسبح بسرعة كبيرة إلى والده ومر من جانب والده بسرعة البرق وقال له: هاقد وصلت إليك ياأبي وسأعود على الفور إلى أمي فقال له والده: حسنا فعلت يابني.
عاد ”ايدن” إلى والدته مسرع فأخذته في الأحضان
وقالت له:
ولدي العزيز ايدن كم أحبك أيها الشقي.
وهو يقول لها:
”أمي إني أحبك كثيرا˝“.
وبعد فترة قصيرة من التدريب أصبح ”ايدن“ ماهر
في السباحة والغوص إلى أعماق المحيط بفضل تدريبات والديه.
وذات يوم وفي منتصف الليل استيقظت مجموعة البطاريق على عاصفة ثلجية قوية وذات رياح شديدة البرودة وكان ”ايدن“ سيتجمد من البرد حيث
انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير.
وأخذ ”ديكلن“ والد ”ايدن” وهو قائد المجموعة
بالصراخ قائلا˝:
هيا أسرعوا واجتمعوا هنا مشيرا إلى أن يبقوا جميعهم خلف التلة الضخمة كي لاتلفحهم الرياح الشديدة وتقتلهم من شدة برودتها وأخذت الأم ”كلوي” تنادي طفلها ”ايدن” هيا ”ياايدن” أسرع وانضم إلينا وهرع ”ايدن“ إلى والدته مسرعا˝ وأخذته في حضنها وضمته بشدة وأخذ الجميع يشكلون حلقة دائرية كبيرة واضعين الأطفال الصغار في داخلها وأخذوا يدفئون بعضهم البعض حتى لايموتوا من شدة البرد.
وهكذا وفي صباح اليوم التالي هدأت العاصفة وزال
الخطر عن الجميع وعاد كل إلى صيده وعمله.
*******************************
وذات يوم وبينما كان أحد البطاريق يقوم بالسباحة
بعيدا عن المجموعة وقرب تلة الجليد الكبيرة انقضت
عليه سمكة قرش كبيرة وقضت عليه.
وكان قد رآه أحد أفراد المجموعة الذي كان يسبح
بالقرب منه.
فأخذ يسبح بسرعة إلى أفراد المجموعة ليخبرهم
بما حدث مع البطريق المسكين الذي قضت عليه
سمكة القرش الكبيرة.
فخاف الجميع مما رواه لهم ذلك البطريق ولم يعد
أحد منهم يسبح قرب تلك التلة.
وذات يوم وفي أحد الأيام الدافئة بدأت قطعة الجليد التي يعيش عليها أفراد المجموعة بالذوبان وذلك نتيجة
ارتفاع درجات الحرارة وبدأ الجليد ينهار قطعة قطعة
ويسقط في قاع المحيط.
وأخذ أفراد المجموعة يتساقطون واحدهم خلف الآخر
وكان في آخر المجموعة الزوجين ”ديكلن وكلوي” وطفلهما ”ايدن“ الذي حاولت سمكة القرش الكبيرة
أن تنقض عليه والتي رأت في انهيار قطعة الجليد
فرصة لها لشن هجوم على البطاريق المسكينة.
وقبل أن تصل سمكة القرش إلى ”ايدن“ كان والده ”ديكلن“ خلفها فأخذ يضربها بشدة محاولا إبعادها عن ولده وأشار إلى ”كلوي” لكي تأخذ ”ايدن” وتبعده من أمامها لكن السمكة كانت تلتف وتعض ”ديكلن“ بأسنانها الحادة حتى سال دمه ونزف حتى الموت.
لقد فقد ”ديكلن” حياته دفاعا عن ولده الصغير ”ايدن”.
لكن سمكة القرش مازالت بكامل قوتها وأخذت تسبح
بسرعة متجهة نحو ”كلوي“ والدة ”ايدن” التي قذفت بابنها وقالت له:
”اسبح بسرعة يابني باتجاه طبقة الجليد الكبيرة تلك“.
فقال لها أمي أرجوك لاتفعلي ذلك لاتتركيني وحيدا والدمع يسيل من عينيه ويغطي جسده الصغير لكنها صرخت بوجهه ”قائلة”:
هيا أسرع يابني إلى تلك القطعة الجليدية وسأتبعك
أنا بعد قليل.
*****************************
كانت ”كلوي“ تعلم أنها لن تعود ولن ترى ابنها مرة أخرى لكنها آثرت أن تقف في وجه العواصف والصعاب لكي تحمي ابنها ووقفت كلوي تنتظر سمكة القرش محاولة إشغالها عن ملاحقة طفلها الصغير ”ايدن”.
وظلت ”كلوي” تحارب سمكة القرش وتصارعها حتى اختفى ”ايدن“ عن أنظارها تماما وقتها اطمأنت
”كلوي” إلى أن ابنها قد أصبح بأمان وهي تعلم جيدا أنها ستلاقي مصيرها زوجها ”ديكلن”.
ظلت ”كلوي” تصارع سمكة القرش حتى نزفت حتى الموت.
وصل ”ايدن” إلى قطعة الجليد الكبيرة التي أشارت
إليها والدته صعد ”ايدن“ إلى قطعة الجليد والحزن
يملأ قلبه وأخذ يصرخ بأعلى صوته:
((أمي عودي أرجوك)).
كان موج البحر هو من يجيبه حيث أخذت تشتد الأمواج
وتضرب الجليد بشدة حتى أحس ”ايدن“ أن والدته قد
لاتعود مجددا.
******************************
فقرر الانتقام لوالده ووالدته اللذين ماتا وهما يدافعان
عنه حتى وصل إلى بر الأمان.
مرت الأيام وكبر ”ايدن” فقررت مجموعة البطاريق
أنه هو من سيتسلم قيادة المجموعة وأمورها وأسموه:
((البطريق الإمبراطور)).
وقرر البطريق الإمبراطور القضاء على سمكة القرش
وذلك انتقاما˝ لما فعلته ببعض أفراد المجموعة وقتلها لهم ولوالديه.
وأخبر الجميع بذلك واتفق الجميع على أن يصنعوا سهاما˝ كبيرة من الثلج وتكفل خمسة أفراد من مجموعة البطاريق بالقضاء على ”سمكة القرش”
وكان في قيادتهم ”البطريق الإمبراطور ايدن“
فأخذوا السهام الجليدية واتجهوا إلى تلة الجليد
الكبيرة فقاموا بحصار ”سمكة القرش” وقال لهم
”ايدن” أنه سيحاول اشغالها بينما سيقومون
بطعنها من الخلف وبالفعل هذا ماحدث حيث أخذوا يطعنوها الواحد تلو الآخر حتى نزفت وماتت فعاد الجميع وجلبوا جثتها معهم ليراها جميع أفراد
المجموعة وحتى يتأكدوا أنهم أصبحوا بمأمن
من شرها وأصبح ”الإمبراطور البطريق ايدن”
رمزا للجميع يحبه الجميع والجميع يقتاد به وينصاع لأوامره.
قد يعجبك ايضآ