المد والجزر وانعكاس الضوء على القمر (بين الحقيقة والخيال)

الكاتب:جمال القاضي

نعلم جيدا أن مانقوم بتعلمه من علوم عن الفضاء الخارجي ومافيه من نجوم وكواكب ومجرات واقمار وغيرها،
انما في الحقيقة هو مستورد لمعظمه من علماء الغرب، وذلك لأنهم يمتلكون التكنولوجيا الحديثة
التي ساعدتهم على غزو الفضاء والتعرف على بعض مافيه، قد يحتمل الأمر بعضاً من الصدق،
لكن يبقى البعض الأخر في حاجة لأدلة تدعم قولهم ليصدق، لكن ما كان علينا الا أن نصدق مايخبرونا به
دون تفكير أو جدال منا دون الخوض في تأكيد صحة هذه المعلومات التي أخبرونا بها ،
خاصة وأننا نمتلك العقل القادر على التفكير فقط ولانمتلك مايمتلكون من أجهزة حديثة
نتعرف من خلالها بوضوح على مايدور بالفضاء الخارجي ، ليصبح مايعجزنا عن النفي أو الإثبات
هو فقدان هذه التكنولوجيا الحديثة والتي قد تساعدنا على ذلك.
لكن سأقف معكم لحظات نحلل بعقل لايصدق بعض ماقد أتى به علماء الغرب من مفاهيم وقوانين
وحقائق علمية في نظرهم من علوم تم نقلها عنهم وصرنا ندرسها ونتعلمها دون جدال لعقود طويلة
وماكان علينا إلا أن نصدق ماقالوا دون الوقوف عندها لحظات بالنقد والتحليل.
أولا :
أخبرونا أن ظاهرة المد والجذر السبب الرئيسي لها يكون لتأثير جاذبية القمر .
سنجري معا تجربة بسيطة وهي أن تحضر وعاءًا عميقاً من منتصفه ضحلاً عند أطرافه الدائرية،
ثم املأ هذا الإناء بالماء لمستوى ينخفض قليلا عن حافته، ثم قم بإدارته في حركة سريعة ودائرية ولاحظ مايحدث به.
سوف تلاحظ وتشاهد حلقات دائرية منتظمة، هذه الحلقات هي نتيجة للدوران السريع للوعاء،
ولأن مايوجد بهذا الوعاء هو سائل والسائل مادة، فهو يحاول الإحتفاظ بحالته من السكون
لكن سرعة الدوران أفقدته بعضاً من هذه القوى .
وهو مايشبه تلك الآمواج التي نراها في البحار والمحيطات نتيجة دوران الأرض حول محورها دوراناً سريعاً .
ولو كان الأمر متعلقاَ بجاذبية القمر فكيف علينا أن نصدق قانون الجذب العام لنيوتن والذي ينص على أن
الجاذبية بين جسمين تتناسب تناسباً طردياً مع كتلة الجسمين وعكسياً مع مربع المسافة فيما بينهما،
ولو تم تطبيق هذا القانون على الجاذبية فيمابين الأرض والقمر لكانت جاذبية الأرض هي القوى
والتي تتغلب على جاذبية القمر الأقل وتخفي تأثيرها على الأرض وبالتالي لاتغلب جاذبية القمر
على جاذبية الأرض بل العكس، الأمر الذي معه تمنع جاذبية الأرض جاذبية القمر من التغلب والوصول
لسطحها ليصبح القمر تابعاً لها في الدوران حولها تحت تأثير جاذبيتها.
فكيف يكون للقمر جاذبية تصل للأرض بل كما قالوا تجذب أطراف هذه المسطحات المائية
المحيطة بالعالم في الدورة العقدية للقمر وتأخذ بهذه المسطحات لمستوى أعلى قليلا من الشواطئ
في ظاهرة تسمى المد، ثم تعود بها مرة آخرة إلى الداخل في ظاهرة تسمى الجذر،
لتكون ظاهرتي المد والجذر والتي نراها في صورة أمواج؟ ولو كان هذا الأمر حقيقة علمية مؤكدة ومدروسة
فلماذا يرتفع الموج في مناطق ويصبح هادئاً في غيرها؟
الحقيقة في ذلك كما ذكرنا هو دوران الأرض حول محورها بالإضافة إلى حركة الرياح وتياراتها
وكذلك حرارة الشمس التي تجعل هناك مرتفعات ومنخفضات جوية يتحرك خلالها الهواء حركات رأسية وأفقية
مما تجعل هناك ارتفاعات وانخفاضات للأمواج على حسب نوع التيارات وشكل حركة الرياح .
ثانيا : اخبرونا عن أن سطح القمر هو الذي يعكس ضوء الشمس الساقط عليه.
والسؤال : ماهو شعورك حين يقف أحد الأشخاص بالقرب منك وبيده مرأة موجهة أشعتها المنعكسة
من الشمس على سطحها بحيث تصبح على وجهك؟
حتما سوف تشعر بالحرارة، لكن ليس هذا الشعور يكون مع الإنعكاس الذي يحدثه سطح القمر
لأشعة الشمس الساقطة عليه والتي تعود لسطح الأرض فتضيئها حسب أطواره بالشهر القمري
والجزء المواجه منه للشمس، وكما ذكر العلماء أن الضوء الذي ينعكس على سطح القمر هو نسبه قليلة
من ضوء الشمس الساقط عليه، أي حوالي 12 %من ضوء الشمس يرتد معظمه في طبقات الجو السفلى كما قالوا .
ومعروف أن القمر يحتوي على معظم العناصر التي تتكون منها الأرض مع الإختلاف في نسب المكونات فيما بينهما،
والسؤال: هل رأى رواد الفضاء أن الأرض تعكس ضوء الشمس الساقط عليها مثلما يعكس القمر ضوء الشمس ؟
نعم تعكس جميع الأجسام ضوء الشمس الساقط عليها ليضيء بعضها الأجواء التي حوله مثلما تعكس الأثواب البيضاء الضوء لتضيء بعض من عتمة الظلام، لكن هل يرتدي القمر ثوبا أبيض أو له سطح يشبه المرآة ليعكس كل هذا الضوء؟
الحقيقة غير ذلك ونستلهمها مما أخبرونا عن مايوج عليه القمر، وبالأدلة العلمية التي في عصرنا،
نعلم أن للقمر غلافاً جوياً، لكنه ليس بسمك الغلاف الجوي للأرض والذي قد يصل الأخير
لإرتفاع 1000كم تقريبا من سطح البحر، هذا الغلاف الجوي الرقيق جدا للقمر والغير معروف تركيبه بدقة،
لكنهم أخبرونا عن أنه يتكون من مجموعة من الغازات ومنها أيونات الهليوم والنيون والأرجون والميثان
والأمونيا وثاني أكسيد الكربون ونسبة ضئيلة من الغازات والعناصر الأخرى .
وهناك تطبيق تكنولوجي على تحولات الطاقة ألا وهو المصابيح الكهربية والتي منها يحتوي على
مجموعة من الغازات التي تتوهج وتضيء حين يمر من خلالها التيار الكهربي، ومعروف أن الشمس
تطلق العديد من الموجات الكهرومغناطيسية ذات الأطوال الموجية البعيدة والتي ينعكس معظمها
على الطبقات العليا للغلاف الجوي ويسمح بمرور نسبة قليلة تصل إلى 5% من الأشعة ذات الأطوال الموجية المتوسطة،
ويسمح بمرور جميع الأشعة القريبة مثل الضوء المرئي وغيرها من ذات الأطوال الموجية القصيرة إلى الأرض.
ولرقة الغلاف الجوي للقمر وعدم قدرته على منع هذه الأشعة من الوصول لسطحه فإن ذلك يجعل
الأيونات التي يتكون منها في حالة متوهجة مثلما يحدث في مصابيح الغاز حين تمر من خلالها الأيونات الكهربية،
الأمر الذي يجعلنا وكأننا نرى القمر ذاته مضيئا كمرآة تعكس أشعة الضوء حين يسقط عليها .
واخيرا :
علينا أن نعي ونحلل قبل أن نسلم عقولنا لما قالوا، فهناك العديد من النظريات العلمية
تحتاج لمراجعة دقيقة للوقوف على حقيقتها وتصفية المشكوك فيها مثل بعض التي جاءت لتفسير
نشأة المجموعة الشمسية وحذفها من علومنا التي نقوم بتعليمها لأبنائنا
….
قد يعجبك ايضآ