من شكسبير إلى العلية:كيف تتشابه وتختلف الحياة والمسرح مع الحكاية فيها إن وقابل للكسر

من شكسبير إلى العلية:كيف تتشابه وتختلف الحياة والمسرح مع الحكاية فيها إن وقابل للكسر

بقلم_أمجد زاهر 

 الحياة والمسرح: تشابه أم تفاوت؟

الحياة والمسرح مفهومان مترابطان في الثقافة الإنسانية، فكلاهما يعبر عن الواقع بطرق مختلفة. الحياة هي الوجود الذي نعيشه، والمسرح هو الفن الذي نمثله.

لكن هل هما متشابهان حقاً؟ أم أن هناك اختلافات جوهرية بينهما؟

في هذا المقال، سنستعرض بعض الآراء والأفكار التي قدمها كتاب ومسرحيون عن العلاقة بين الحياة والمسرح.

 مقولة شكسبير: “الدنيا مسرح كبير”

أشهر مقولة عن الحياة والمسرح، وهي التي قالها الأديب الإنجليزي العظيم وليم شكسبير في مسرحيته (كما تشاءون)، وهي:

“الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح”

هذه المقولة تعبر عن رؤية شكسبير للحياة كمسرحية تمثل عليها البشر، وكل منهم يقوم بدوره في هذه الساحة الكبيرة.

شكسبير يقارن بين المشاهد والأدوار التي يلعبها البشر في حياتهم، وبين المشاهد والأدوار التي يلعبها الممثلون على خشبة المسرح.

هذه المقولة تظهر قدرة شكسبير على استخلاص الجوانب المشتركة بين الحقيقة والخيال، وبين الجدية والمزاح.

 مقارنة بين المسرح والحياة

اما عن الخصائص التي تميز المسرح عن الحياة، أو تجعله مشابهًا لها. 

– “الستارة”: في المسرح، هناك ستارة تفتح في بدء المسرحية، وتغلق في نهاية المسرحية.

هذه الستارة تفصل بين عالم المسرح وعالم الجمهور، وتعطى إشارات لبدء أو انتهاء المشهد.

في الحياة، هناك أيضاً ستارة مجازية تفتح في بدء الحياة، وهي الولادة، وتغلق في نهاية الحياة، وهي الموت.

هذه الستارة تفصل بين عالم الحياة وعالم الغيب، وتعطى إشارات لبدء أو انتهاء المرحلة.

– “النص”: في المسرح، هناك نص مكتوب يحدد الأحداث والشخصيات والحوارات التي تدور في المسرحية.

هذا النص يكون مؤلفًا من قبل كاتب أو كتاب يستوحون من خيالهم أو من واقعهم.

في الحياة، هناك أيضاً نص مجازي يحدد الأحداث والشخصيات والحوارات التي تدور في الحياة. هذا النص يكون مؤلفًا من قبل قدر أو قضاء أو قدرة يستوحون من حكمة أو من صدفة.

– “التمثيل”: في المسرح، هناك ممثلون يقومون بتجسيد الشخصيات التي كتبها الكاتب في النص.

هؤلاء الممثلون يستخدمون مهاراتهم وإبداعهم لإظهار شخصية كل دور، ولإقناع الجمهور بأنهم حقيقيون.

في الحياة، هناك أيضاً ممثلون مجازيون يقومون بتجسيد الشخصيات التي كتبها القدر في النص.” خطة الله فى حياتك”

هؤلاء الممثلون يستخدمون قراراتهم وظروفهم لإظهار شخصية كل دور، ولإقناع أنفسهم بأنهم يتمتعون بالحرية .

عروض مسرحية مستوحاة من الحياة

اما عن العروض المسرحية المستوحاة من الحياة، والتي تعكس جانبًا من الواقع بطريقة فنية. 

– “الحكاية فيها إن“: مسرحية تروي قصة شاب يشعر بأنه يتحدث مع شخص غير موجود، ولكن الناس من حوله يقولون له إنه يتحدث مع نفسه.

إنها رحلة إلى عالم النفس واللاشعور في عالم ملئ بالأسرار المخفية خلف جدران عيادة طبيب نفساني. حيث تدور الأحداث حول دكتور نفساني يواجه صعوبات وتحديات في علاج شباب يعانون من اضطرابات نفسية متنوعة ويسعى في إيجاد حلول لها. لتتوالى الأحداث ليكتشف حقيقة صادمة تغير كل شيء.

هذه المسرحية عرضت على مسرح العلية بكنيسة العذراء مريم بعزبة النخل من إعداد وإخراج عماد عادل وهاني فكري

 _”قابل للكسر“: مسرحية تروي حلم يتحقق لشاب يحب الألعاب، فيصبح صانع دومية يخلق عروسات مختلفات من حوله، وهم (يوتوبى _ جميلة _ سهتان _ رهبة _ ولعة _جامد). ولكن أغلى عروسته هي يوتوبى الفريدة من نوعها.

وتدور الأحداث ويتمنى أن تنفخ الحياة في هذه العروسات ليعيش معهن المغامرات” دومية بروح إنسان” وتتحقق هذه الأمنية بفضل النجمة دريم.

لتتصاعد الأحداث بين مشاعرهم المتباينة وبين صراع الحياة بكل مصالحها وقساوتها المتجسدة في شخصية صاحب المسرح فرحان.

لنرى في النهاية هل دومية بروح إنسان يمكن أن تكون قابلة للكسر رغم أنها صنعت مميزة؟.. 

هذه المسرحية ايضا عرضت على مسرح العلية بكنيسة العذراء مريم بعزبة النخل من كتابة هاني فكري وأميرة إيليا و إخراج  هاني فكري .

 واخيرا: هل الحياة مسرح؟

في الختام، نستطيع أن نقول أن الحياة والمسرح لهما تشابهات واختلافات كثيرة، وأن كلاهما يعبر عن جانب من الوجود الإنساني.

الحياة هي المسرح الأكبر، والمسرح هو حياة مصغرة. كلاهما يحتوي على ستارة ونص وتمثيل، لكن بطرق مختلفة. كلاهما يستوحى من بعضه بعضًا، فالعروض المسرحية تعكس جزءًا من الحياة، والحياة تستفيد من فن المسرح.

قد يعجبك ايضآ