محمد زيدان يكتب ..149 دقيقة اعادت تشكيل السياسة الدولية”الرابح والخاسر “

149 دقيقة اعادت تشكيل السياسة الدوليةالرابح والخاسر

بقلم / محمد زيدان 

الهدف من اى صناعه فى العالم ,هو الربح المادى,ثم ياتى بعد ذلك تقديمها كاخدمه للبشريه,والارهاب فى حد ذاته ايضا صناعه,لكنه صناعه قذره,تماما مثلما وصفه الفيلسوف مصطفى محمود فى كتابه على حافة الزلازل “الارهاب هو وباء العصر,وطاعون المستقبل ,وعلى المسلمين التصدى لهذا الخطر ,الذى نجح الغرب فى الصاقة بالديانه الاسلاميه “والارهاب صناعة الهدف منها هو تحقيق مكاسب سياسية ,ثم بعد استخدامه فى تحقيق المكاسب المراد تحقيقها, بيتم محاربته بيد صانعيه وتقديم الحرب على انها ايضا خدمة للبشريه.

والسياسة فى حد ذاتها لعبة قذرة ,غير خاضعه للمنطق,وقاموسها خالى من المبادىء,وابسط مثال على ذلك “تفجيرات او هجمات سبتمبر”التى حدثت عام 2001 داخل اراضى الولايات المتحدة الامريكيه,والتى حلت ذكراها.

من قام بتبني التفجيرات وتنفيذها باعتراف قياداته هو تنظيم القاعده,تلك التنظيم الذى كان هو كان السوط والعصا للولايات المتحدة الامريكية ضد الاتحاد السوفيتى ,مستخدمة اياه فى محاربتها للشيوعية,مقدمه لة كل وسائل الدعم الذى تمكنه من هزيمه الاتحاد ,وبعد وصول الولايات المتحدة لاهدافها”خروج الاتحاد السوفيتى من افغانستان وهزيمته وتفكيكة فيما بعد“اصبح ذراع الامريكان بالامس هو عدو الامريكان اليوم والغد ومن هالحين وصاعدا,وتم وضعه على قوائم التنظيمات الارهابية من قبل عاصمة القرار فى العالم “واشنطن”.

بدا الصراع يحتدم بين الولايات المتحده وتنظيم القاعده, بعد انتشار القوات الامريكية فى السعودية,بهدف تحجيم وردع العراق بعد حربها على الكويت, وبدا التنظيم يقوم بتنفيذ عمليات نوعية ضد المقرات الامريكية الموجوده فى المملكة العربيه السعوديه,ومن ثم ضد المنشات الدبلوماسيه والعسكريه, التابعه للولايات المتحده فى العديد من دول العالم ,الى ان قام بتنفيذ اشرس هجماته الارهابيه فى سبتمبر2001 داخل اراضيها.

احداث دموية استغرقت 149 دقيقه ,غيرت شكل العالم واعادت تشكيل السياسه على الساحة الدوليه, بدات الاحداث “باقلاع رحلة رقم 11من مطار لوغان الدولى وانتهت بانهيار برجى التجارة العالمى” الى هنا وانتهت الاحداث,بينما كانت بداية لاحداث اخرى, لم تنتهى تداعياتها حتى على دول الشرق الاوسط بصفه خاصه ,وعلى دول العالم الاسلامى بشكل عام .

اسباب اخذت فى عين الاعتبار

تشوب الهجمات نظرية المؤامرة وفقا لاراء محللين للسياسة الدولية,فى تلميح منهم الى ان بعض المسؤولين فى الادارة الامريكية فى عهد “جورج دبليو بوش” الابن ,كان لهم يد فيها, او كانوا على دراية بموعد تنفيذها قبل وقوعها,مستندين فى تحليلاتهم الى عدة وقائع من بينهم:

اولا: اثبات التحريات الامنية لاجهزة الولايات المتحده ,عن تلقي جميع اعضاء الفرق الارهابية التى قامت بالتنفيذ, تدريبات فى “معاهد الملاحة الجوية الامريكيه” على قيادة الطائرات المدنيه ,وطريقه التحكم فى قمرة القيادة.

ثانيا : الاثار الناجمه والاضرار التى لحقت بمبنى وزارة الدفاع الامريكيه “البنتاغون” نتيجه الاصطدام ,غير متطابقه مع الاله التى اصطدمت بمبنى الوزارة وهى “طائرة من طراز بوينج”.

ثالثا: زعم المخابرات الفرنسيه فى تقرير صدر لها ,عن لقاء جمع بين زعيم التنظيم اسامة بن لادن ومسؤول فى المخابرات الامريكية “CIA” فى احد المستشفيات الامريكيه بامارة دبى قبل التفجيرات بشهرين,وتم نفى صحة اللقاء او المعلومه من الادارة الامريكيه فيما بعد.

رابعا: رصد اتصال من مكتب “كونداليزا رايس” مستشارة الامن القومى الامريكى انذاك,بعمدة سان فرانسسيسكو “فيلى براون” يطالبه بالغاء اجتماع كان مقرر انعقاده فى ولاية نيويورك,قبل التفجيرات بحوالى 26 ساعه.

خامسا :توقيع شركة سيلفرستين بروبرتيز للعقارات,عقد حق انتفاع لمركز التجارة العالمي لمده 99 عام, قبل التفجيرات بشهرين ,ووضع مالك الشركة الملياردير الامريكى “لارى سيلفرستين” والذى تربطه علاقات وطيدة بالادارة العبريه فى تل ابيب ومنظمه الايباك بواشنطن ,وثيقه تامين على تلك البرجين بقيمة 3.5 مليار دولار, يتم تحصيلها فى حال حدوث او تعرض المركز لاى نشاط او هجوم ارهابى .

بالاضافه لعدة اسباب ,اخرى تتعلق بالاثارالكيميائيه للمواد والادخنة الناجمه من حدوث الانفجارات,والعوامل الفيزيائيه فى طريقة سقوط المنشات التى تم استهدافها,والتى راودت شك العديد من الخبراء بان المنشات كانت تحتوى بداخلها على مواد شديده الانفجار مجهزة للتفجير عند لحظة الاصطدام.

حروب ليس لها محل من الاعراب  

استغلت الولايات المتحدة الاحداث المؤسفه,فى تحقيق اهداف سياسية واطماع اقتصادية تجاة موارد دول الشرق الاوسط,وذلك من خلال اعلانها الحرب على عدوها المستجد والمصطنع وهو”الارهاب” ولتتمكن ايضا من وجود دافع قوى تقدمه للراى العام العالمى,ومبرر ملموس لاجرامها فى حق شعوب دول الشرق الاوسط وشرق اسيا,واسباب لاستنزاف الموارد الطبيعيه لتلك الدول,حيث قامت بمعاقبة دولة افغانستان باكملها, باعلانها الحرب عليها بسبب تنظيم كانت لها اليد العليا فى صناعته من الاساس او بمعنى ادق اعطائة قبلة الحياه ,لمجرد رفض حركة طالبان تسليم قياداته الا بوجود دليل قوى وملموس على انهم من اقدموا على تنفيذ العملية فى حينها, ومن بعدها شن حرب غير مبررة على “العراق” بزعم امتلاكها لاسلحة تهدد الامن العالمى ,واظهرت المؤشرات والنتائج فيما بعد ان كان الهدف من حربها ,هو اخضاع النفط العراقى لسيطرتها,ولم يقف الاجرام عند هذا الحد بل كانت للدوله الليبية ايضا نصيب من كاس الحرب والدمار الذى لحق بافغانستان والعراق من قبل.

فا بعد الثورات التى اندلعت فى عدد من دول الشرق الاوسط ,والتى اطاحت بعدة انظمه سياسيه من بينهم نظام العقيد معمر القذافى في ليبيا,تدخلت الولايات المتحدة بمساعدة حلفائها جويا, بادعاء مواجهة ومجابهة التنظيمات الارهابية التى استوطنت فى بعض المدن الليبيه,الى ان اصبحت المسيطرة على كل منافذ البترول والنفط فى الشرق الاوسط, واصبحت تمتلك اكبر احتياطى نفطى فى العالم, وبموجب قانون تجفيف منابع الارهاب,اصبحت لديها صلاحية التجسس والمراقبه والسيطرة على كل التحويلات الماليه التى تتم فى جميع مصارف وبنوك العالم.

بينما على الجانب الانسانى ,احداث سبتمبر هى ماساه انسانية لاتقل عن كارثه الهجوم المباغت على ميناء بيرل هاربر مع مراعاة فرق الدوافع ونوع وحجم الخسائر,والتى حدثت ضد الاسطول الامريكى فى المحيط الهادىء,من قبل قوات البحريه اليابانية, وللمفارقه ان التداعيات العسكريه لتلك العمليتين.. كانت واحده.

1:الهجوم على ميناء بيرل هاربر, دفع الولايات المتحده لدخول الحرب العالمية الثانيه.

2:هجمات سبتمبر دفعت الولايات المتحده لاعلان الحرب على افغانستان,ومن بعدها العراق .

الدولة العبريه قبل وبعد

بعد انكارة لاعوام .. اعلن تنظيم القاعده مسؤليته عن التفجيرات,وقدم دوافعه لتنفيذها,كان فى مقدمتهم هو الدعم المطلق من الولايات المتحده لاسرائيل فى لبنان وفلسطين بالاضافة الى تواجد القوات الامريكية فى السعودية, وحصارها للعراق بعد حرب الخليج ,ودعم حركة مورو فى مينداناو ضد المسلمين, الا ان العملية جائت لصالح اسرائيل كليا.

قبل هجمات او تفجيرات سبتمبر كان بيقف خلف الوفود الفلسطينيه فى مفاوضتهم مع اسرائيل ,حكومات الدول العربية من باب الدعم والمسانده لفلسطين ضد اسرائيل,وكانت المفاوضات بتسير بشكل مستمر, بينما كانت بتشكل حائط صد للدوله العبريه فى تحقيق اهدافها, او بمعنى ادق كان بيتحقق جزء منها لكن ببطء شديد اى “مابين كل حين واخر” وفى نفس الوقت كان بيكلفها تمن باهظ ,من سمعتها ومن امكانياتها ومن التها الحربيه, عندما كان يستدعى الهدف اللجوء الى استخدام القوة ضد شعب اعزل”الشعب الفلسطينى

تغير شكل المعادلة تماما بعد الهجمات, واصبح الراى العام الدولى مشحون بكراهية ضد العرب والمسلمين, ومن ثم تم تحويل وتدويل الصراع,على انه مواجهة بين دوله اسرائيل المسالمه ضد بعض الفصائل الارهابية,وبدا يحدث تحييد جزئى لدور الحكومات العربية فى تلك المفاوضات,الى ان تلاشت المفاوضات بشكل شبه نهائى

وبدات الادارة فى تل ابيب تعمل على تطبيق نظرية “فرق تسد” فى اتساع الفجوة بين القيادة الفلسطينية فى رام الله وبين فصائل المقاومه فى قطاع غزة.

 الى ان تطورت مكاسبها عاما بعد عام,الى ان وصلت لاعتماد الادارة الامريكيه فى عهد الرئيس السابق “دونالد ترامب” بان القدس عاصمة لدولتهم المزعومه وتوقيع الاتفاقيه الابراهيمية والتى ضمت خمس دول عربية حتى الان, بجانب ايضا اتفاقية وادى عربة مع الاردن, واتفاقية كامب ديفيد مع مصر فى الماضى القريب.

والان بعد اكثر من عشرون عاما على الحدث من الرابح ومن الخاسر

الى اين وصل تنظيم القاعده؟ وماذا استفادت الدول العربية من سلوكه الدموى ؟وماذا اضاف للديانه الاسلاميه غير انها اصبحت مباحه لكل وسائل الاعلام الغربى ,فى اقترانها والصاقها بالارهاب.

اين افغانستان؟التى دفعت الثمن باهظا ومازالت,الى ان خرجت من الزمن ومن التاريخ.

واين العراق؟ الذى اصبح يسيطر عليه النفوذ الايرانى وادخلة فى ازمه سياسية طاحنة, تكاد ان تقترب به فى الدخول فى حرب اهليه او طائفية مدمرة.

والسؤال الاهم الى اين وصل تاثير الحدث على اسرائيل التى كانت هى احد دوافعه الرئيسيه؟

اذا نظرت بالعين المجردة,ستجد الدولة العبرية الان هى البؤرة السياسيه المضيئه فى قلب محيطنا العربى.

 واذا استخدمت العقل والمنطق فى قياسك لدرجة التاثير ,ستجد ان الهجمات الارهابيه قد قدمت اليها خدمة عمرها على طبق من دهب بل من الاحجار الكريمه.

محمد

قد يعجبك ايضآ