سيناريو حصار برلين يعيد نفسة فى المشهد الاوكراني … بقلم / محمد زيدان

سيناريو حصار برلين يعيد نفسة فى المشهد الاوكراني

محمد زيدان

ستكون حرب عالمية .

اذا تبادل الروس والامريكان النار سيكون العالم مختلف فنحن نتحدث عن مواجهه مع احد اكبر جيوش العالم

بهذه العبارات خاطب الرئيس الامريكى جو بايدن الراى العام العالمى من خلال لقائة التليفزيونى بهيئة الاذاعة الوطنية بى سى نيوز الامريكية بشان الازمة الاوكرانية الروسية

من الان وصاعدا ستكون سياسة الأمة الامريكية إزاء أي صواريخ نووية يتم اطلاقها من كوبا ضد أي دولة في النصف الغربي من الكرة الارضية

هو يعتبر بمثابة هجوم مباشرعلى الولايات المتحدة الامريكية

وستكون ردة الفعل انتقامية على الاتحاد السوفيتي

وهذا ما صرح بة من قبل الرئيس الامريكى جون كينيدى فى خطابة امام الجمعية العامة للامم المتحدة ابان ازمة الصواريخ الكوبية

ما يدورعلى الحدود الاوكرانية بين اكبر قوى عظمى فى عصرنا الحالى هو بمثابة تصفية حسابات باثر رجعى لصراع تاريخى معقد ومتشابك ومتعدد الاطراف سيناريو بيتم اعادتة بنفس خط سير الاحداث وتشابة الى حد كبير فى الاسباب لكن مع تبادل الادوار وفى مواقع جغرافية مختلفة اضافتا لتعدد واتساع اطراف الصراع من كان بالامس فى موقف دفاع اصبح اليوم فى موقف هجوم والعكس بينما النهايات لم تحسم بعد

بلغت حدة الصراع بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا لمرحلة تخطت ازمة الصواريخ الكوبيه والمعروفة باازمة الكاريبى والتى كان فيها الطرفان على موعد مع حرب نووية بينهم

ودوافع نشر الكرملين لقواتة على الحدود الاوكرانية من ثلاث جبهات يعيدنا الى مشهد ودوافع حصار الاتحاد السوفيتى لبرلين الغربية عقب الحرب العالمية الثانية

بعد هزيمة المانيا فى الحرب العالمية الثانية اصبحت برلين منطقة نفوذ بين دول الحلفاء ومحور استرتيجى هام ومن ثم تم توقيع معاهدة بوتسدام والتى اقرت على نفس مبادىء اتفاقية يالطا المبرمة قبل المعاهدة بشهور بين الحلفاء والتى تنص على ان برلين الغربية منطقة نفوذ امريكى بريطانى فرنسى مشترك وبرلين الشرقية منطقة نفوذ سوفيتى

وفيما بعد لدوافع اقتصادية تتعلق بالجانب الامريكى والبريطانى فى اوروبا الغربية احتاجوا الى ان تكون المانيا دولة موحدة ومستقرة اقتصاديا ولابد من اعادة بنائها فا اقدم الامريكان بمقترح على لجنة التنسيق لاستبدال وقبول عملة المارك واعتمادها بدلا من الرايخ مارك المتداول لانخفاض قيمتة السوقية وطالبوا السوفييت باقامة حكومة مركزيه موحدة بعيدا عن الاشتراكية

اتقابل المقترح بالرفض من الجانب السوفيتى واعلن عدم اعترافة بالعملة وظل متمسك بعملة الرايخ لكى تظل المانيا دولة ضعيفة ومنهكة اقتصاديا لان ازدهار المانيا هيضعف من احكام سيطرتة عليها واى تطورهيطرا عليها هينتقل الى اوروبا باكملها مما سيؤدى الى تقييد وتقليص دائرة نفوذة فى اوروبا الشرقيه فى حينها ومن هنا بدات اول ازمة ومواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى بعد الحرب العالمية الثانية

على اثرها قام الاتحاد السوفييتى بقطع جميع منافذ السكك الحديدية المؤدية الى برلين الغربية وعزلها عن النفوذ الغربى واصدر قرار بخضوع كل الشحنات الوارده والصادرة للتفتيش من قبل السلطات السوفيتية واصدر امر بعدم مرور او دخول اى قوات غربية الا بموافقة كتابية من مجلس وزراء القيصر واشترط سحب عملة المارك وانسحاب القوات الغربية مقابل رفع الحصار عن برلين

تمسكت القوات الغربية بمواقعهم وبدات امريكا وبريطانيا فى تقديم الدعم لبرلين من خلال جسر تكتيكى جوى استطاعوا من خلاله تقديم كل مايلزم برلين من وقود ومواد غذائية

ورفض الاتحاد السوفيتى اعتراض الجسر او قطعة تجنبا لاى مواجهة عسكرية مع الامريكان وخوفا من اتساع دائرة الصراع

وانهى الحصار بعد ان استمر لمدة مايقرب من عام باعلان قيام جمهوريتين فى المانيا واعتبرت  ذلك الولايات المتحدة انتصارا حققتة على الاتحاد السوفييتى فى اولى مواجهات الحرب البارده

ويتعاد السيناريوالان لكن بادوار مختلفة وفى جغرافبا مختلفة لكن الاهداف والاحداث متشابهة المانيا الان فى موقع قوة وتقوم بدور وجهد دبلوماسى فى الصراع بهدف تجنب مواجهة لا احد يعلم عقباها واصبحت اوكرانيا هى النقطة المحورية وهى المحاصرة من الجانب الروسى ويعتبرها الكرملين جزء لا يتجزء من روسيا السوفيتية غير قابل للتفاوض رغم فقدانة لها فى صراعات الحرب الباردة

 بعد توسعات الحلف الاطلسى بضم معظم دول تحالف وارسو اصبحت اوكرانيا منطقة نفوذ استراتيجية للطرفين الروسى والاطلسى نظرا لحدودها مع روسيا وضمها للناتو يسمح للحلف بنشر قواتة على الحدود الروسية مباشرة وهذا ما يخشاة الكرملين ويفعل المستحيل من اجل منعة

واقتراب اوكرانيا من عالم الاتحاد الاوروبى اضافة ليها امنية واقتصادية وسياسية

 تحاصرها  روسيا من ثلاث جبهات من البحر الاسود ومن بيلاروسيا ومن حدودها المشتركة معها

ويضع الكرملين مطالب للغرب لسحب قواتة وتجنب اى مواجهه عسكرية سيخسر فيها جميع الاطراف

وهى عدم قبول اوكرانيا فى حلف الناتو وانسحاب دول تحالف وارسو والتى تعتبر على خط المواجهه مع روسيا واعتراف اوكرانى بعدم مطالبه بشبة جزيرة القرم واعتبار اقليم دونباس يخضع للحكم الذاتى  كما هو منصوص علية فى اتفاقية مينسك

اعادة رسم خريطة توزيع قوات الحلف الاطلسى فى اوروبا لترسيخ النفوذ الروسى

ويطالب مجلس الدوما الروسى باستخدام الاعتراف بلوهانسك ودونيتسيك  كورقة ضغط وتحجيم اوكرانيا

حتى الان ترفض الولايات المتحدة جميع هذة المطالب وتعتبرها توسيع لدائرة النفوذ الروسى فى اوروبا وفى المقابل تقدم كل اشكال الدعم الاقتصادى والسياسى لاوكرانيا فى مواجهتها مع روسيا   

محمد

قد يعجبك ايضآ