خالد فؤاد يرصد أسرار جديدة عن سيد درويش أهم عبقرية موسيقية فى القرن العشرين.. الحلقة 1

خالد فؤاد يرصد أسرار جديدة عن سيد درويش أهم عبقرية موسيقية فى القرن العشرين.. الحلقة 1

 

اداء صوتى / وئام أحمد إمام

فيديو ومونتاج / مروة السيد أبوسوسو

 

ضمن سلسلة موضوعات شيوخ الفن قام الأستاذ خالد فؤاد رئيس التحرير برصد مسيرة وحياة الموسيقار العظيم الراحل سيد درويش الذى ودع عالمنا منذ مايقرب من المائة عام ولايزال باقيا بيننا حتى اليوم بما قدم من موسيقي وألحان خالدة لاتزال الجماهير تتغنى بها حتى اليوم. 

وكما سبق وفعلنا في الحلقة السابقة الخاصة بالشيخ سلامة حجازى ننقل ماقام بكتابته كما هو ودون تدخل من جانبنا. 

فقد أستهل مقاله قائلا: قبل اربعين عاما من الان تحديدا فى عام 1974 لم يكن هناك حديثا بداخل الوسط الفنى فى مصر بشكل خاص وبين الصحفيين والنقاد بوجه عام سوى عن هذا الكتاب الرائع الذى قامت بتأليف الرائدة الكبيرة الراحلة د. رتيبه الحفنى ( مغنية الاوبر العالمية وعميد معهد الموسيقى العربية سابق وأول امرأة تتولى منصب مدير دار الاوبرا المصرية) وفاجأت الجميع به وحمل عنوان ( موسوعة الموسيقي العربية) وكان يعد من اوائل الكتب التى تناولت السيرة الذاتية والفنية لعدد كبير من اساتذة ورواد الفن المصرى والعربى فى القرن التاسع عشر والنصف الاوائل من القرن العشرين .

وحقق الكتاب وقتها نجاحا كبيرا وصدرت منه مجموعة طبعات , وكان من بين الرواد الاوائل الذين تناولهم الكتاب فنان الشعب الشيخ سيد درويش .

ورغم صدور الكثير من الكتب بعده وتناولت مسيرة هذا الفنان العظيم الا انه لم يرتقى اى منها لما قدمته الحفنى , بل ان الكثير من الكتاب والمؤرخين حينما شرعوا فى تناول مسيرته سواء فى كتب اوبرامج وجدوا انفسهم مضطرين للعودة لهذا الكتاب العظيم ليس لشئ سوى للدقه المتناهية والمصادر الاصلية التى اعتمدت عليها .

بل وحينما شرعنا نحن فى مجلتنا الكواكب فى تناول مسيرته ورحنا نتجول بين عشرات الكتب والمجلات التى تناولت حياته الشخصية والفنية وجدنا الكثير من التضارب بين بعضها البعض ومن ثم وجدنا انفسنا نعود لنفس الكتاب ونستقى منه الكثير من المعلومات الهامة خاصة وأن هناك الكثير من الكتب والمراجع تناولت اجزاء كبيرة من فنه وحياته بشكل مشوه ومغلوط لغرض كما يقولون فى نفس يعقوب .

 المولد والنشأة

ولد سيد درويش في الساعة التاسعة من صباح يوم 17 مارس عام 1892 بحي كوم الدكة بالإسكندرية..

كان أبوه درويش البحر بحاراً فقيراً له ورشة صغيرة في كوم الدكة وكان يصنع القباقيب والكراسي الخشبية ويحصل على رزقه هو وأسرته بصعوبة شديدة، وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب وكانت أمه أسمها (ملوك) كانت سيدة من أسرة فقيرة أيضاً وكانت أمية هي الأخرى وكانت قد سبقته الى الدنيا شقيقتان تكبرانه قليلاً.

 

فيعد حي كوم الدكة الذى ولد ونشأ فيه  من الأحياء الشعبية الفقيرة يسكن فيه عمال المعمار من بنائين ونجارين ونقاشين.. الخ، ولهذا الحي تاريخ مجيد في النضال الشعبي ضد الغزاة الأجانب وضد الولاة الأتراك.

 

شيخا معمما

كان أبوه يريد أن يراه شيخاً معمماً يحفظ القرآن ويجوده وأدخله كتاب حسن حلاوة بالحي نفسه فتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ قسطاً من القرآن الكريم وكان شغوفاً في طفولته بالاستماع الى الشيوخ الذين يحيون المولد النبوى الشريف ويقوم بتقليدهم امام اطفال الحى .

.

وفي سن العاشرة كان قد أجاد القراءة والكتابة وحفظ قسطاً كبيراً من القرآن وعندئذ توفى أبوه فصممت أمه على أن يتم تعلمه كما أراد أبوه ونقلته الى مدرسة أولية تصادف من كان فيها معلم يهتم بتحفيظ الأطفال الأناشيد الدينية والقومية وأسترعى الطفل سيد درويش انتباهه فخصه بعنايته وجعله يقود الأطفال في ترتيل الأناشيد، ونمت معه موهبته وخرج من حدود الحي وأصبح يرتاد الأحياء الشعبية الأخرى ويستمع الى مشاهير الشيوخ والمطربين الذين يحيون الأفراح والموالد الدينية واشترت له أمه ملابس رجال الدين وهو غلام في الثالثة عشر من عمره وتقدم للالتحاق بالمعهد الديني التابع لأحد مساجد الإسكندرية وهو مسجد (المرسى ابوالعباس) لكي يتم حفظ القرآن وتجويده، وكان شغوفاً بالقراءة والإطلاع ويقرأ كل ما يقع في يده من كتب وصحف عربية.

 

وفي سن الرابعة عشرة وجد انه يستطيع أن يكسب عيشه وعيش أسرته من الغناء في الأفراح والموالد بما حفظه من التواشيح والأناشيد الدينية فتوقف عن الدراسة وتفرغ للغناء والإنشاد فكان يقوم بتقليد  مشاهير الطرب والقراءة فى هذا العصر .

 

خلع رداء الشيخ

وجاءت الأزمة الاقتصادية العالمية في سنة 1907 ليعانى الفنانين من كساد كبير  وأصيبوا بالبطالة، ولكون سيد درويش كان قد أصبح المسؤول الاول عن أمه وشقيقاته فقد خلع ملابس الشيوخ واشتغل مع عمال المعمار مساعد نقاش مهمته أن يناول النقاش المونة، وفي أثناء العمل كان يغني فكان العمال الذين يشتغلون في البناء يطربون أشد الطرب ولاحظ المقاول أن العمال ترتفع معنوياتهم ويزيد إنتاجهم إذا كان العامل سيد درويش يغني لهم، فطلب إليه أن يتوقف عن العمل وأن يكتفى بالغناء للعمال .

 

وكان أمام العمارة التي يعمل بها مع زملائه مقهى متواضع تصادف أن جلس فيه ممثل أسمه أمين عطا الله (وكان ذلك سنة 1908) وعن شقيق سليم عطا الله صاحب الفرقة التمثيلية التي تعمل في الإسكندرية وسمع صوت هذا العامل الفنان وسرعان ما تقدم إليه وعرض عليه العمل في فرقة أخيه ولم يتردد سيد درويش والتحق بالفرقة ليغني مع الكورس وليؤدي منفرداً بعض الأغاني بين فصول المسرحية .

شاهد الفيديو

 

 

 

 

تابعونا في الحلقة الثانية

قد يعجبك ايضآ