تقنية النانو و شغف رونالدو.. ثورة تقنية تجتاح أوروبا

شغف رونالدو.. ثورة تقنية تجتاح أوروبا

 

لطالما كانت البيئة الرياضية معقدة للغاية، و في ظل ذلك، أدى البحث عن استراتيجيات و تقنيات جديدة لتحسين أداء الرياضيين إلى أن أصبحت التكنولوجيا حليفا كبيرا لهذا المجال.
 
لقد بات كل ابتكار جديد بمثابة منفذ سحري خاص يشجع الرياضيين على تجاوز حدودهم، في كل الألعاب على الصعيدين الفني والبدني.
 
على سبيل المثال تستفيد بعض الألعاب الرياضية مثل الكرة الطائرة و كرة القدم و السباحة و المبارزة و ألعاب القوى و التنس و غيرها، من استخدام الابتكارات التقنية، على غرار: الملابس الذكية لزيادة راحة الرياضيين، و أجهزة الاستشعار لجمع البيانات، فضلا عن تحليل الأداء.
 
و إلى جانب ذلك توجد أيضا بعض التقنيات الواعدة المنتظر أن تقدم خدمات مهمة للرياضة، مثل تقنية النانو.
 
و من المتوقع أن تسهم تقنية النانو في حماية الرياضيين من الإصابات بتدقيق التشخيص، و تطوير وسائل العلاج، على غرار توفير بدائل الأنسجة المتصلبة، و تطوير تقنيات العلاج بالتبريد.

و يعد العلاج و الاستشفاء بالتبريد من أكثر التقنيات التي يقبل عليها الرياضيون المحترفون في السنوات القليلة الماضية، و أشهرهم في كرة القدم البرتغالي كريسيتانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد، الذي يعتبر من أكثر الرياضيين شغفا بتجربة كل التقنيات و المعدات الحديثة لتعزيز لياقته البدنية حتى في منزله.
 

كما توجد جسيمات الذهب النانوية التي تساعد في تشخيص أمراض العضلات مثلا، علما بأن الكثير من هذه التطبيقات ما تزال قيد الدراسة.
 
و على جانب آخر، تسهم تطبيقات الميكانيكا الحيوية أيضا بشكل فعال في الرياضة هذه الأيام، و يظهر أثرها مثلا في السباحة، إذ تستخدم في مراقبة حركات السباحين و تتبع ضربات القلب.
 
كما استحدثت الأزياء المدعمة بالتقنيات المعززة لسرعة الرياضيين من خلال تقليل أثر الاحتكاك.
 
اللياقة البدنية
 
في غضون السنوات العشر الماضية في إيطاليا على سبيل المثال زاد عدد المهتمين بممارسة تمارين اللياقة البدنية من 5 ملايين إلى الضعف تقريبا.

و تحتل أوروبا المرتبة الأولى عالميا فيما يتعلق بعدد أعضاء الأندية و صالات الرياضة و الألعاب البدنية “GYM“، إذ يوجد في القارة العجوز نحو 60 مليون ممارس، وفقا لبيانات وحدة الإحصاءات الرياضية في شركة ديلويت لعام 2017.
 
و بحسب تقرير ديلويت، بلغت مبيعات المنتجات الرياضية في عام2017  في أوروبا، أكثر من 26 مليار يورو.
 
و أمام هذا التوسع الضخم في مجال اللياقة البدنية طورت الكثير من الشركات تطبيقات و آلات و منتجات أكثر ابتكارا، في سبيل الإجابة على السؤال الأكثر أهمية:

كيف يمكن زيادة عدد المستخدمين و الحفاظ على الاستمرارية مع تحسين جودة الخدمات؟
 
لقد تلخصت الإجابة، بل و تقديم الحلول لتغيير مصير الصناعة كلها مستقبلا في تقنية سلسة الكتل “بلوك تشين – Blockchain“.
 

نشأت تقنية سلسلة الكتل Blockchain لتأسيس نظام نقدي بديل للطرق التقليدية، و من هنا ظهرت العملة المشفرة الأولى بيتكوين عام 2009.
 
و منذ ذلك الحين باتت هذه التقنية هي الحاضنة الرسمية للعملات المشفرة جميعا، و ليس بيتكوين فقط، إذ تمنح المستخدمين أكبر قدر ممكن من المرونة في إرسال و استقبال الأموال “الرقمية” دون وسيط، و من هنا جاءت فكرة إدخالها إلى عالم اللياقة البدنية.
 
و تمكن تقنية بلوك تشين Blockchain المستخدمين من الاشتراك بسهولة في صالات الألعاب الرياضية، و التواصل مع المدربين من أي مكان حول العالم، و الحصول على دورات اللياقة البدنية المطلوبة، دون مغادرة المنزل.
 
و قد ظهر أثر ذلك بوضوح في فترة جائحة كورونا التي غيرت الكثير من المفاهيم في كل المجالات حول الاستفادة من الخدمات المختلفة و تقديمها للجمهور عن بعد دون الارتباط بمكان أو حدود بلد معين.
 
كما تسهل هذه التقنية المتقدمة تحميل التعليمات و المحتوى ببساطة، أو الدفع مقابل الوصول للخدمات و المهنيين الذين لم يكن بالإمكان التواصل معهم حتى وقت قريب إلا من خلال الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية الخاصة بهم.
 
تطبيقات مبتكرة

كان انخفاض النشاط البدني لكثير من سكان الأرض عرضا بارزا لجائحة كورونا خلال العامين الماضيين، مما حفز كثير من الشركات حول العالم لبحث كيفية الاستفادة من هذه المستجدات في ظل الإغلاق.
 
و كانت تقنية سلسلة الكتل Blockchain مدخل كثير من هؤلاء لحل الأزمة المزدوجة: انعدام إيرادات الصالات الرياضية، و تراجع نشاط الناس بشكل عام، وذلك بابتكار تطبيقات عدة تشمل نظام معاملات محسّن يقتصر فقط على تقديم خدمات صالات الألعاب الرياضية.
 
و مع التركيز على السبب الأكثر شيوعا لقلة النشاط البدني سواء قبل كورونا أو خلال تفاقم الجائحة و بعدها و هو “ضيق الوقت” بنيت الاستراتيجيات المختلفة، المستمرة حتى الآن لتعزيز نمط الحياة الصحي.
 
و نتيجة لذلك ظهرت تطبيقات إلكترونية عدة تحفز على ممارسة التمارين الرياضية و المشي و غيرها، مع منح مكافآت مالية تقليدية أو بالعملات المشفرة بصورة رمزية، و من ثم نجحت في تعزيز أعداد مستخدميها، و الترويج لخدماتها و منتجاتها في آن واحد.
 
و على جانب آخر، تعين تقنية الكتل في صورتها الرئيسية كسجل رقمي غير قابل للتعديل أو التزوير على حفظ بيانات كل الممارسين في صالات الألعاب الرياضية سواء ما يتعلق بالبيانات الشخصية أو مراحل تطور الأداء و المستوى البدني والصحي.
 
كما يمكن من خلالها حفظ سجل الإصابات و العلاج، و الأنظمة الغذائية المعتمدة لكل مشترك، إضافة لمخططات التمارين المختلفة التي يبتكرها كل مدرب و رياضي فيما يخص كل حالة حدة.

قد يعجبك ايضآ