تاكيو أوساهيرا

تاكيو أوساهيرا

 

كتبت: وئام أحمد إمام

قصة عجيبة لرجل ياباني يُدعىٰ “تاكيو أوساهيرا”، الذي نقل اليابان من الصفر إلىٰ القمة وهو سبب نهضة اليابان.

 

كان يتسال دائمًا عن سر تقدم الغرب عن الشرق وكانت إجابته بسيطة وهي المحرك والميكانيكا فيقول: إذا عرفت كيف تصنعه، وضعت يدك علىٰ سر هذه الصناعة كلها.

 

وقد خرج من اليابان إلىٰ ألمانيا في بعثه ليدرس علم الميكانيكا والمحركات وينال درجة الدكتوراه، وهو يريد أن ينقل لبلده من علوم ألمانيا وأن ينهض بأمته، لكنه فُوجئ بأن الغرب لا يدرس الأجانب إلا نظريات علىٰ ورق.

 

ويقول: ذهبت إلىٰ ألمانيا فإذا بهم يدرسونني الكتب والنظريات، ولكني أريد أن أمتلك القدرة علىٰ تصنيع المحركات وأن أعرف كيف أتعامل معها، فمكثت في حيرة أنظر إلىٰ المحركات، وكأنني طفل أمام لعبة جميلة ولكنها شديدة التعقيد، حتىٰ سمعت عن معرض للمحركات الإيطالية، فأخذت كل ما أملكه من المال وذهبت إلىٰ ذلك المعرض، واشتريت محركًا مستعملًا وذهبت به إلىٰ بيتي، ثم شرعت في تفكيكه وقلت إذا فككته قطعة قطعة ثم استطعت إعادته فإن ذلك يعني أني سوف أمتلك المعرفة اللازمة للتعامل مع هذه المحركات.

 

ثم يكمل قائلًا: كنت أفتح المحركات وأفككها ثم أرسم كل قطعة رسمًا دقيقًا، وقد يستغرق ذلك مني يومًا كاملًا من أوله إلىٰ آخره.

 

وكنت أتناول في اليوم وجبه واحده ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل، استطعت تفكيك المحرك ثم أعدت تركيبه فلما أعدته وبدأت تشغيله بنجاح، فرحت حتىٰ كاد قلبي أن يقف من الفرح.

 

وبعدها أخبرت رئيس بعثتي بأني قد بدأت الطريق، فأعطاني محركًا عاطلًا فأصلحته بنجاح، وقال لي: لا بد الآن أن تصنع لنا محركًا كاملًا من صنع يدك.

 

وبعد ذلك قال رئيس البعثة: عليك الآن أن تصنع القطع بنفسك ثم تركبها محركًا، ولكي أستطيع أن أفعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد وصهر النحاس والألمنيوم، وذلك بدلًا من أن أعد رسالة دكتوراه كما أراد مني أساتذتي الألمان.

 

ثم تحولت إلىٰ عامل ألبس بدلة زرقاء وأقف صاغرًا إلىٰ جانب عامل صهر المعادن الغربي، كنت أطيع أوامره وكأنه سيد عظيم حتىٰ كنت أخدمه وقت الأكل مع أنني من أسرة ساموراي، والأسرة السامورائية هي من أشرف وأعرق الأسر في اليابان، يخدمها الناس ولا تخدم الناس ولكنني كنت أخدم اليابان وفي سبيل اليابان يهون كل شيء.

قد يعجبك ايضآ