المسرح المدرسي ودوره فى بناء شخصية الطفل

المسرح المدرسي ودوره فى بناء شخصية الطفل

بقلم ✍️ محمد أكسم

المسرح المدرسي ودوره فى بناء شخصية الطفل
المسرح المدرسي ودوره فى بناء شخصية الطفل

يعد المسرح المدرسي نشاطاً اساسياً وعلى درجة كبيرة من الأهمية يتم إنشاؤه من خلال تأسيس فرق من الطلاب داخل المدرسة أو على مستوى الإدارة التعليمية والمحافظة مع توفير مختلف المقومات التي يحتاجون إليها، من أجل ازدهار حركة المسرح والمناهج الدراسية في آن واحد ويعتبر المسرح المدرسى صورة مصغرة من مسرح الطفل.

ففي المجال العلمي هناك مايعرف بمسرحة المناهج، التي تقدم من خلالها مجموعة من الموضوعات العلمية على شكل مسرح فهو نشاطاً يؤديه الطلاب بإشراف معلم المسرح، وأكدت الدراسات التربوية أنه يزيد من شعور الطفل بالمتعة فى تبسيط المواد، ويكون لديه رغبة أكبر في التعلم. ويترتب على ذلك تعزيز علاقة الطالب بالمدرسة والمعلمين والزملاء.

حيث يقترب المسرح المدرسى كثيراً من المسرح الخارجى باعتباره فناً من الفنون الأساسية التي عرفها الإنسان قديماً ومارسها منذ عهود وعقود طويلة فهو يحتفظ بفلسفة وأهداف سامية أهمها تنشئة الأطفال على القيم النبيلة والأخلاق الحميدة وكيفية التعامل مع الآخرين، وتنمية القدرة على التعبير والإلقاء، لتصنع انساناً واعياً سوياً، سليم العقل والبنيان محبا لوطنه وللحياة.

فالمسرحية المدرسية هي جزء من تقدمه الدراسى الذى سوف يستمر مدى حياته فهى تساعد أبنائنا الطلاب على معرفة ووطنهم وحضارتهم وتاريخهم والحفاظ على تراثهم والتعرف إلى حياة الآخرين ومشاكلهم والمساهمة فى حلها، فضلاً عن القيام بعلاج بعض جوانب القصور في النطق ومعالجة الانطواء واكتساب الثقة بالنفس ومواجهة الجمهور ويترتب على ذلك ايضاً الوعي وحسن التصرف في المواقف المختلفة.

كما ينمي المسرح المدرسى فى الطفل التأمل والاستنتاج واستيعاب طاقته الحركية واستغلال نشاطه، إضافة إلى تنمية الروح الاجتماعية وتعزيز الذوق الفني والجمالي فهو يعد وسيلة تربوية لنقل المعلومة العلمية الصحيحة المؤكدة، وكل ما هو نافع وناجح لبناء وتكوين الشخصية السوية السليمة المتزنة عاطفياً والتي تتحمل الضغوط وتتحلى بالتسامح، متفائلة طول الوقت، وذلك من خلال  فنون المسرح وعالمه الخاص لما له من تأثير نفسي وسلوكي يحرك مشاعر الأطفال ويهذبها.

ونوضح أن إذا كان المسرح بمفهومه العام يخاطب كل الشرائح العمرية والاجتماعية من أجل تمرير رسالة مهمة من بين السطور عبر القوالب الدرامية والحوارات الشائقة والجذابة، فإن المسرح المدرسي يتجاوز بأهميته أبعد من ذلك بكثير نظراً للفئة العمرية التي يستهدفها، هذه الفئة ذات الأذهان الرطبة، التي من السهولة تأسيسها على السلوكيات السليمة باعتبار أن المسرح وسيلة فاعلة وناجحة لتوصيل الأفكار والمعلومات، وترسيخها في أذهان المتلقين، باستخدام لغة ومفردات سليمة.

ينبغي علينا جميعا دعم أبنائنا الطلاب وتشجيعهم بالمشاركة فى هذا النشاط المدرسى.

ينبغي على كافة وسائل الإعلام منها المرئي والسمعي والمقروء تسليط الضوء على النشاط المسرحي وأهميته بالنسبة للطفل.

قد يعجبك ايضآ