“التحولات التاريخية للأكاديميا من عصر النهضة لعصر التنوير”

“التحولات التاريخية للأكاديميا من عصر النهضة لعصر التنوير”
بقلم/ مصطفى نصار
عصر النهضة وبداية التمركز الأوربي:

من المعلوم أن عصر النهضة زاخر بكافة الأنشطة، فالصورة المتمثلة فيه هي (لوحة خلق أدم)، فتلك اللوحة هي رمز
متجسد لبداية الفصل الأوحد ومجتمع الطاعة العمياء، تلك الطاعة يُقصد بها توكيل بعض الأشخاص الذين لهم حق التفلسف وإعادة وضع المفاهيم!

فالمفاهيم هي مفاتيح الأفكار التي إذ ما تشوهت؛ صار الإنسان كالأله العجماء، ومن هنا يرى الفيلسوف الفرنسي (جان غريش) أن فصل الدين في عصر النهضة أدى بالإنسان للكشف والإبتكار، ولكن هذا الأوربي لم يعرف حجم المشاكل ومدي سوء سُبل تفلسفه على مدار عصر النهضة والتنوير، فقد كان يظن بنفسه الخير حتى بلغ قمة غروره حين قال
(سيزون الفيلسوف) وأحد أعمدة عصر النهضة:

” أن الإنسان بدأ مرحلة جديدة من الإبداع الإلهي!”

ولا تظن أنه يعني هنا معناه قمة الإبداع، أو نوع من المجاز الذي يدل على رؤية تعبيرية؛ بل هو يعنيه حرفيًا، فلك أن تتخيل ماذا سيحدث للتعليم ودراسة هذا العقل النرجسي؟
أحسنت سيخرج لنا مسوخ يرون أنفسهم آلهه!

عصر التنوير 

بداية القطع الواصل بين الإنسان والعلم:
كثير من المؤرخين رجحوا أن بداية النهاية للتعليم كانت من عصر التنوير لعدة أسباب، وأهمها الفصل القاسي للدين عن الحياة، فالبرغم من وضوح هدف التنوير المعلن وهو “العقل أولًا” فالعقل هنا هو إعادة تأصيل لمفهوم الذات لا العقل الذي يفكر ويتدبر في خلق وآلاء الخالق؛ بل هو العقل الذي
عبر عنه (روسو) بأنه مبدع وغير خاضع لأي سلطة، فقط العقل هو فرد ذو فطرة سوية، ولفظ الفطرة مربك حقًا، لإنه لا يحقق سوى الأخلاق العامة، وهو ما سيحاولون القضاء عليه أيضًا لإثبات عقلية الأخلاق وأنها ليست متجاوزة ونابعة من مصدر غير الدين، ولكنهم انهاروا على شفا جرف حاد ويتمثل هذا في قول (ديدور):

” لقد فشلت في أن أخط قلمًا في الأخلاق”

وبالطبع جاء ( كانت) ليضع مذهبة الأمر القطعي وكانت هذه بذرة لشجرة مذهب الواجب “Deontology” وبالطبع القت الفلسفة ظلالها على التعليم فأضحى فلسفيًا يحُث على الفكر بأفكار جديدة وتقدمية والابتكار خارج إطار الدين
أو ما سماه (محمد مصطفى) التقدم الصناعي”.

مصطفي نصار

 

قد يعجبك ايضآ