التاريخ الفصامي : كيف ننظر لتاريخ حل الدولتين بين الانتداب و النكسة

التاريخ الفصامي : كيف ننظر لتاريخ حل الدولتين بين الانتداب و النكسة

بقلم / مصطفى نصار

جذور فكرة استعمارية:حل الدولتين من الانتداب للنكسة ١٩٦٧.
برزت فكرة حل الدولتين على الساحة السياسة مجددًا في إشارة واضحة لعدم تخلى الولايات المتحدة عنها في المفاوضات بين إسرائيل و المقاومة الفلسطينية .

الوجه القبيح

تريد الولايات المتحدة بذلك تلميع الوجه القبيح لها التي رسمته إسرائيل لها عبر العديد من المذابح و المجازر التى جعلت القانون الدولي مجرد ورقة لا قيمة لها بحسب فرانسيس بويل أستاذ القانون الدولي الداعم لفلسطين.

و هذه الانتهاكات تجعل من الأحرى و الأجدر بنا السؤال عن فكرة الحل باعتبارها تاريخ ملئ بالتناقض و الغموض الذي ينم عن طبيعة الدول الغربية الحديثة و عملها و نهبها .

و تبدأ فكرة حل الدولتين باستطلاع رأي عام أجرته اللجنة التي أرسلتها الولايات المتحدة قبيل الانتداب بشهرين و بعد مؤتمر القاهرة المنعقد في ٢١ مارس ١٩٢٠ ،في تلميح واحد لرغبة الولايات المتحدة آنذاك على الأقل في إنفاذ وعد بلفور شعبيًا على أرض فلسطين.
و خرجت اللجنة في أبريل عام ١٩٢٠بنتائج مشبوهة على أرض الواقع ، ولكن في حال افتراض صحتها ، فإنها تلامس رأس المال الاجتماعي العميق لإن أكثر من ٨٠ % رفضوا فكرة الدولة مما يعطي و يثبت الوعي الجمعي للمتغيرات و غير الثوابت حتى في ظل أحلك الظروف .

فيرجح مؤرخون من قبيل الباحث و المؤرخ روجر راندي الذي أكد في كتابه البئر المسسمة أن تلك اللجنة كانت ممهد لطريق حقبة ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أو على وجه الدقة إعادة رسم المنطقة .
فبعد الانتداب في مايو ١٩٢٠ ، انطلقت بريطانيا في ألاعيبها العظمى كعادتها من تفريق و تفكيك المجتمع و تعيين حكام إنجليز على البلدان و مساندتهم للخونة و المندسين بحق مثلما فعلت مع حركات التمرد .

فظل الوضع هكذا حتى فتح باب المفاوضات بعد اشتداد المقاومة الشعبية من عام ١٩٢٥ بعد فشل لجنة بل في ضبط المجتمع الفلسطيني على معيار بريطانيا في التدجين المتبع في بقية المستعمرات .

المستوطنات

فظلت حالة المقاومة متأججة هكذا حتى مجئ نصف مليون يهودي مرحلين من أوربا الغربية و الشرقية ،و منهم جولدا مائير و أفا جودار مهندستي فكرة المستوطنات و كونوا منظمات إرهابية و إجرامية مثل الهاجناه التي أصبحت جيش الدفاع الإسرائيلي و ليحي التي تحولت للموساد الإسرائيلي.
و استمرت حالات الرد و الإرهاب المعتمد من الجماعات الصهيونية حتى فجرت فندق الملك داود ،الحادثة التي جعلت الأمر بين بريطانيا و الصهاينة متوترة و منقسمة لأبعد حد حتى وصلت لإدراج مناحم بيجين على قوائم المطلوبين فورًا للقبض عليهم.

لإن التفجير أسفر عن قتل ٥٦ شخصًا معظمهم من الإنجليز.
و يمثل القرار الصادر من الأمم المتحدة في ١٥ مايو ١٩٤٠ إجراءً واقعيًا و مصدقًا على فكرة اللجنة الخاصة ببدايات العشرينات من القرن العشرين .

رفض نظري و تطبيق عملي:حل الدولتين من النكبة للنكسة
فبعد انكشاف لعبة النكبة و التقسيم، بات من الضروري ولو نظريًا فقط للجيوش و الدول العربية مقاتلة الخطة لإفشالها لا أكثر ولا أقل و ذلك بعد معرفة إرهاصات و نوايا قرار التقسيم ١٢١ .

فانطلقت الجيوش العربية في عام ١٩٤٨ للحرب ضد الصهاينة، الجيوش المخصصة للاستخدام الدولي كقوة احتياط استنزفت بما فيه الكفاية لتحقيق ما كانت مصممة له فشلت في أول تحرك حقيقي نتج عنه النكبة الفلسطينية.
و بعد يوليو ١٩٥٢، تحدث الرئيس جون كنيدي مع جمال عبد الناصر لتفصيل فكرة الحل مجددًا مقابل مكاسب مادية و نفوذ استرايجي فرفض لا حبًا في القضية بل لإنه كان مسؤولًا عن مدينة غزة التي احتوات على ٧٥٠ ألفًا.

ظهير شعبي

بالإضافة إلى مراهنة عبد الناصر و تكوينه لظهير شعبي من وراء القضية التي كانت في بداياتها حين ذاك.
و جاء الاحتلال الإسرائيلي و فرنسا و انجلترا في العدوان الثلاثي الذي عمل على توتر العلاقات بين الأطراف الثلاثة و الولايات المتحدة من جهة أخرى لرغبة الولايات في قصقصة أجنحة الشيوعين في المنطقة و عدم تنامي نفوذهم ،لإحكام السيطرة على المنطقة في عام ١٩٥٦.

غير أن هذه الفكرة ظلت في الأوساط السياسية الأمريكية تنتظر مناخًا ملائمًا حتى جاء العدوان الإسرائيلي يوم السابع من يونيو ١٩٦٧
و تغيرت المعادلة لصالح فكرة الدولة الواحدة بحد التعبير المستخدم في مذاكرت إسرائيل شاحاك .

قد يعجبك ايضآ