اعدنى يا ساكن المصباح.. إلى صباح غير الصباح

اعدنى يا خادم المصباح

بقلم  / غادة العليمى

 

اعدنى يا ساكن المصباح
الى زمن غير هذا الزمن فانا لا اشبه شئ هنا..
اعدنى لصوت عبد الحليم وروايات السباعى واحسان وعالم ابيض واسود لكن ملون بالقيمة والمعنى والاحساس
اعدنى لعصر احترام الكبير وتوقير المعلم والامتنان لمن يقدم العون وتقدير قيمة الانسان بما يقدم لا ما يملك
اعدنى لجلسة على شط نيل غير ملوث بالنفايات وسهرة تحت قمر لا تحجب اضواءة سحابة سوداء
اعدنى لعصر الفن والادب والموهبة التى لا تشترى شهرتها بالمال ولا تؤجر من يدعمها بتبادل المصالح
اعدنى لعصر الجريدة الورقية التى تثقف دون ان تحشد ، تشيد دون ان تجامل
تحمل اقلام ثقيلة وعواميد تنتصب فى وجه الزيف كعامود الصوارى لا تسقط بسقوط سيد وعودة ولى نعمة
اعدنى الى عصر مدرستى الجميلة التى تلقيت فيها التربية قبل التعليم واصدقائى الذى حلمت معهم وحلموا معى بغد جميل يساع الجميع وقت ان كانت منصة الاحلام تجمع الحالمين وتستوعب المحبين
اعدنى لعصر النقاء والكلمة القاطعة التى تحمل معنى واحد من دون توريه والمشاعر التى تعبر عن احساس واحد مقره القلب وليس المصلحة ، والمنافسة المشروعة من دون وشايات ولا اسفينات
اعدنى الى عصر كانت الجيران كالاهل ابوابهم مفتوحة فى وجه بعضهم تجمعهم السراء والضراء والتعاون ليساعدوا مبتلاهم ، حيث الطبق الدوار فى المواسم بابسط الاطعمة واعمق العلاقات والطفل الذى لا يستطيع التفرقة صغيرا بين خالته وجارته والرجل الذى يتكفل بابن جاره ان غاب والده
اعدنى لعصر تدين كان الدين فيه عمل وتكافل وشوارع نظيفة ونواصى امنه وبيوت غنيه من التعفف وبيوت لا تسمع فيها غير الشكر والذكر والكلمة الطيبة والابتسامة التى تنفق صدقه فى وجه عابر السبيل
اعدنى لصداقات طيبة لاناس تعرف كيف تؤازر وتحب وتفرق بين حقوقها وواجبات الاخر بعيد عن الانانية والمرآة التى لا يرى فيه المرء غير نفسه ومشاكله وبطولاته وحده
اعدنى ايها الجنى لعصر جميل لم تطاله ثقافة الزحام ولم تلوثه مفاهيم العولمة الغير مفهومة ولم تمتد اليه الايادى لتطمس معالمه وهويته ولم تهرتل فى اذانه وسائل تواصل غير مؤهله للتواصل وعوالم تخفى فيس بوكى يقذفنا الى شواطئ صفحاتنا بكل ملوث وفاجر ومشوه وفاسق
اعدنى ارجوك.. ياخادم المصباح .. لارى وضوح الشمس فى الصباح هناك على ارض الطيببن
#غادة_العليمى

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ