” أول ضبط مصنع للعقل في تاريخ الإنسانيه”

الجزء الثالث "مستحيل اعمل زيهم" بقلم / أحمد عز

الجزء الثالث 

“مستحيل اعمل زيهم” 

دعنى أخبرك يا عزيزى أنك تحكم
عقلك الأن لأنك في مصدر قوه،
نفسك العاقل.. المبادئ والضمير
والأخلاق وتعاليم الدين؛ بنيان
متماسك.. جسد سليم.. جهاز
مناعه قوى يهاجم المرض..يُحكم
السيطره على قوتك الشهوانيه
والغضبيه..ولكن يحدث في وقت
ما.. تأتى لحظه إنهزام داخلى؛
تُفقد العقل صوابه.. وتستعبد
القوه الشهوانيه العقل وتفرض
سطوتها على الجسد وتعصف
بالمبادئ والميزان وتدخلك دائره
” لا أعرف” وربما اللامبالاه فيقل
إيمانك وتتوالى الضربات وتصبح
نفسك هزيله وعقلك يكاد يكون
غير موجود فنقع في الفخ
وتتزين الأثام والرذائل لك وتظل
تتمايل وتتراقص كالحيه التي
تسعى فتقتنصها ثم تنكوى بنارها
وسُمها.. وحينها سأخبرك أيضاً
” أفلا تعقلون؟!”

“ولا تقربا هذه الشجره  
فتكونا من الظالمين”..

ولعل ذلك كان أول ضبط مصنع للعقل
في تاريخ الإنسانيه..لرسم الحدود
وتنصيب العقل قائداً أعلى للجسد؛
للسيطره على كل السلوكيات
الإنسانيه وتحمل مسؤوليتها.

“فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ 
لِيُبْدِىَ لَهُمَا مَا وُۥرِىَ عَنْهُمَا من سَوْءَٰتِهِمَا”

ولعل مسلسل “ونوس” يحكى لنا
تلك الأحداث بكوميديا مأسويه،
فعلى الرغم من إمتلاك سيدنا
أدم أبو البشر للعقل والتحذير
من خالقه الذى يجلس في
حضرته.. ورغم ذلك إرتكب
الرذيله وعصى في ساعه غفله،
ساعه ضعف، ساعه غياب للعقل
وكأن الإنسان فيها في حاله
” سُكر” فإذا كنت تحل ضيفاً عند
صديقاً وأكرمك بكل ما لذ وطاب
فأدبيا.. لن تتعدي حدودك فيما لا
يعنيك فما بالك لو حذرك.. ورغم
ذلك قد تجد شغفك يدفعك إلى
أن تستكشف ما حولك.. فما بالك
كان سيدنا أدم في حضره الله!!

المقصد أنه فى لحظه غفله ستقع
في الأمر.. وهو ليس بمبرر على
الإطلاق لكن لكل فعل ستكون له
فاتوره إصلاح.. وكلما زاد الفعل
تعدياً؛ زادت عواقبه فزاد فاتورته
فاللحظه التي يغيب فيها العقل؛
يسترق الجسد إرتكاب الرذائل
والتعدى على الفضائل ويقفز من
على قمتها وحينما يسقط سيعلم
مدى المسافه والمأساه التي كان
يجهلها.. ثم قفز منها فتتكسر
عظامه الأخلاقيه وصورته التي
تقترب من المثاليه لدى الجميع
وسيأخذ كثيراً.. ويدفع فاتوره
أكبر لمحاوله إصلاحها.. وحينها
سيعرف وقت الحسره!

“فتلقى أدم من ربه كلمات
فتاب عليه”

وهنا مرحله دفع الفاتوره..

(فاتورة الإصلاح)

وتلك إشاره ربانيه لجميع البشر
إن كل البشر خطاؤن؛ وخير الخطائين
التوابون” اى من أصلحوا من
أنفسهم ولم يعودوا .. فالقدوه
قد أخطأ.. وهو في حضره الله
فما بالك بأبناؤه .. تلك الإشاره
تعنى أن النفس البشريه؛ نفس
يكمن فيها العيوب والنقص،
والذى هو مرتبط بنقص المعرفه
أو لحظه يغيب فيها العقل بكامل
معرفته.. لإرتفاع سطوه شهوته،
والتلذذ بأمر ما (كمن يكسر
النظام الغذائي.. وفقاً لمقادير
العقل.. لأنه لم يستطع مقاومه
رائحه البطاطس المقليه) وكذلك
حينما ترتفع قوتك الغبيه.. تجد
نفسك أسرفت في الكلمات
الجارحه وربما قتلت وربما أذيت
وعندما يرجع العقل ستنكر هذا
الفعل وتتسائل كيف فعلت هذا؟!

(فأنصاف المعرفه جهل.. وعدم
المعرفه جهل.. وغياب العقل في
لحظة ثماله بكامل معرفته جهل،
والجهل هو أصل كل الشررو كما
قال أفلاطون).

انتظرونا لمتابعه الجزء الرابع

“مستحيل اعمل زيهم”

قد يعجبك ايضآ