سبحان مَن خلق الجمال عُجابا
فسبىٰ القلوبَ وأذهلَ الألبابا
في مشرقِ الشمسِ المهيبِ وفي المغيــ
ـــبِ.. ترىٰ تجلِّي قادرٍ ما غابا
في ثَرَّةِ الألوانِ والألحانِ والــ
ـفَلَكِ الدقيقِ إذا حسبتَ حسابا
في الليلِ حين يَجِنُّ يكتنفُ الدُنا
بحنينِ مَن رامَ الوصالَ فذابا
وارتاحَ من بعدِ العناءِ بسجدةٍ
فيها يَصبُّ الوجدَ والأوصابا
فشكا شقاوةَ قلبِهِ وضميرِهِ
وحنىٰ الجبينَ وقَبَّلَ الأعتابا
بيقينِ مَن يرمي بسهمٍ نافذٍ
ليصيبَ من ربِّ العبادِ جوابا
بأنينِ مَن فقدَ السبيلَ فألجأتْـــ
ـــهُ لِمَن يُيَسِّرُ أمرُهُ الأسبابا
لا بابَ أغلقَهُ الكريمُ لحكمةٍ
إلا وفَتَّحَ دونَهُ أبوابا
ما اشتدَّ همٌ أو أَلَمَّتْ كُرْبَةٌ
إلا بقَوْلَةِ “كُنْ” تكونُ سرابا
حمدًا لهُ قبلَ العطاءِ وبعدَهُ
حدَّ البحورِ تدفقًا وعُبابا
حمدًا بلا حدٍّ.. وما أوفىٰ لَهُ
ما حار مَن لَزِمَ الرَّجا أو خابا
…..