سد النهضة وبدء الملء الثانى رسميا .. المنزعجين يمتنعون بقلم ثروت عبدالرؤوف

سد النهضة  بصرف النظر عن رد فعل المنزعجين بشدة، إلا أن السؤال المهم لماذا؟ ولماذا الآن؟ بالرغم من أن الملء الثانى بدء منذ أول يونيه ونشرنا هنا نقلا عن بعض المصادر يوم ١٧ يونيه أن الأقمار الصناعية رصدت زيادة فى منسوب المياه خلف السد يصل إلى ٤٠٠ مليون متر مكعب من المياه وأن إرتفاع المنطقة الوسطى وصل إلى ٥٦٤ متر ولم يتبقى على الإنتهاء من البناء غير فقط ١٦ متر.

سد النهضة 

لكن تم التعتيم على الخبر بينما تم الإفصاح عن خبر الإخطار الأخير، ليس لأنه إخطار رسمى ولكن لأن مجلس الأمن سوف يناقش أزمة السد يوم الخميس بناء على الشكوى المقدمة من السودان ومصر والتى ضمن أسبابها تعنت إثيوبيا فى التعاون المعلوماتى، وإثيوبيا بهذا الإخطار أفشلت معنى هذه الشكوى المتابع لإدارة ملف الأزمة من البداية ،يدرك أن الدبلوماسية المصرية متأخرة بخطوة أو خطوات عن الدبلوماسية الإثيوبية ،وأن تصرفها يأتى فى الغالب رد فعل وليس فعل فى عام ٢٠١١ أعلنت إثيوبيا عن بناء السد ووضع حجر الأساس له وروجت بأن الهدف من هذا المشروع هو التنمية.

مصر لم ترفض كعادتها منذ ١٩٠٣ إستنادا على معاهدة ١٩٠٢ ولكن تعالت أصوات من داخل مصر تروج أن مصر ليس لديها مانع من التنمية، والجميع يدرك أن الهدف من السد ليس التنمية.

قبل ٢٠١٥ روجت الدبلوماسية الإثيوبية إلى أنها غير معترفة بإتفاقيه ١٩٠٢ وما قبلها وما بعدها بحجة أن الذى وقعها الإستعمار، وأيضا تعالت أصوات داخل مصر تطالب بإتفاق جديد يحفظ لمصر حقوقها، وأيضا الجميع يعلم بأن إثيوبيا حينما وقعت على إتفاق ١٩٠٢ لم تكن تحت الإستعمار وكانت تتمتع بالحرية ،كما أن الإتفاقيه السارية منذ ١٩٠٢ تحترمها كل دول الحوض بما فيهم إثيوبيا التى تقدمت بعشرات الطلبات لبناء سد ومصر رفضت فى ٢٠١٥ وقعت مصر إتفاق المبادىء الذى الغى كل الإتفاقيات القديمة ،ومنح شرعية دولية للسد، وأيضا تعالت أصوات داخل مصر تروج إلى أن إثيوبيا لا تنتوى الإضرار بمصالح مصر ولا تقدر على ذلك.

بعد ٢٠١٥ أعلنت إثيوبيا أنها لن توقع على إتفاق قانونى ملزم يحدد حصص مصر والسودان، وأن الملء والتشغيل شأن داخلى ولن تسمح لأحد بالتدخل فيه ، وأنها حتى غير مستعدة للتعاون المعلوماتى بخصوص الدراسات الفنية التى تطمأن دول المصب بأن السد لا يمكن أن ينهار ويهدد حياة شعوب دولتى المصب ولا حتى إبلاغ دول المصب بمواعيد الملء وكمياته كل نتائج المفاوضات الشاقة والمضنية منذ ٢٠١٥ وحتى الآن لم تسفر عن غير الأتى:

– إمداد دولتى المصب مصر والسودان بدراسات فنيه غير مكتملة عن السد – القبول بمد فترة الملء إلى خمسة سنوات بدلا من ثلاثة سنوات.

– إخطار مصر والسودان بمواعيد بدء الملء والكميات رفض الحديث عن الحصص رفضا باتا قاطعا، والتمسك بأن هذا الموضوع له منبر آخر شرطه إجتماع وموافقة كل دول حوض النيل العشرة، ورفض الإلتزام بتمرير حد ادنى من المياه فى سنوات الجفاف والجفاف الممتد لا يمكن أن يتخيل عقل أن الدبلوماسية الإثيوبية إلى هذا الحد من التفوق على الدبلوماسية المصرية ،أو أن صناع القرار فى مصر بكل هذه السذاجة، التى تدخل بهم فى هذا النفق الظلم وتضعهم أمام أزمة بهذا الحجم أزمة لا حل لها إلا كما قلنا من قبل ٠٠حرب باهظة التكاليف غير مضمونة النتائج ٠٠إضرابات داخلية باهظة التكاليف غير مضمونة النتائج ٠٠القبول بهذه الشروط المجحفة نعم السد لكى يعمل لابد أن يمر الماء من خلاله ،والماء الذى يمر من خلاله لا تصريف له إلا فى السودان ومصر ولكن إمتلاك إثيوبيا القدرة وحدها منفردة على التحكم فى الماء الذى يسمح بتمريره لمصر والسودان كارثة بكل المقايس، أما هذا الكم من المياه التى تنوى إثيوبيا تخزينها خلف السد والتى لا يحتاجها السد لتشغيله فهى كارثة أخرى مهما كانت دقة وسلامة الدراسات الفنية والكارثة الأكبر هو الغموض والتعتيم والضبابية والمعلومات المغلوطة التى يتم تداولها أين الحقيقة.

– هل هناك بالفعل مؤامرة كونية لتدمير مصر أو على الأقل التحكم فيها وتركيعها؟ – هل هناك مخطط لإعادة توزيع مصادر النفوذ والقوة فى المنطقة؟ – هل هناك مخطط لإزاحة الصراع من منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة القرن الأفريقي ومن حول الأرض إلى حول المياه ؟

– هل هناك مشروع هدفه الإستغلال الأمثل للمياه التى تسقط على منطقه حوض النيل ويشمل ذلك تصدير المياه لإسرائيل والسعودية ودول الخليج؟ – هل تقف إسرائيل خلف إثيوبيا وتحركها من وراء ستار وسوف نشهد فى النهاية مبارة قمة بين مصر وإسرائيل؟

– هل ما حدث مجرد أخطاء تقنيه وتواضع قدرات وإمكانيات وعدم إستشراف آفاق المستقبل ؟ – هل فينا أو من بيننا خونة لا يهمهم مصالح ومستقبل مصر ولا حتى حكم التاريخ عليهم وكل ما يهمهم مصالحهم الشخصية ؟

ما هى الحقيقه؟

ومن يهمه الحقيقه؟

ومن المنوط به البحث عن الحقيقه؟

قد يعجبك ايضآ