فرصة للتطلع فى التفاصيل
….
كتبت / غادة العليمى
تضج القنوات ومواقع التواصل تعليقات حول الجدل الواسع المثار حول قضية التصميمات المقتبسة من الفنان الروسي الشهير
وخاصة بعد اذاعة حلقة برنامج الحكاية لعمرو اديب والحديث المطول عن التشابة والخلاف بين التصميمات الاصلية والاخرى المقتبس منها
ورغم تضارب الاقوال فى الامر الا انى اراها فرصة كبيرة للتطلع فى تفاصيل عظمة وجمال لوحات اجدادنا الفراعين
وربما هى فرصة على طبق التاريخ
لنراقب ونشاهد ونتحدث ونفسر ونقترب اكثر من تاريخنا وبداعة رسوم تعبر عن افكار اجدادنا
التى اخترت منها على طرف اللوحه محل الجدال الاله حورس
الذى اسمته المصممة عصفورة
الامر الذى اغضب كل المهتمين بالتاريخ
والدارسين والعاكفين على اساطير التاريخ
حورس …. ليس بعصفوره بكل تأكيد
حورس آله مصرى قديم
تقول كتب الحضارة المصرية ان
حورس كان ملكا على مصر الشمالية فى عصر ما قبل الأسرات ، قبل أن تنتهى الحرب بين مصر الشمالية ومصر الجنوبية بانتصار مينا وتوحيده للدولتين فى دولة مصر الحالية.
قصة ايزيس وأوزوريس هى قصة حقيقية تصف معركة الصراع على السلطة فى البيت الملكى الذى يحكم فى شمال الدلتا بين أوزوريس وأخيه ست ، وانتهى الصراع بقتل ست لشقيقه لأوزوريس ( لاحظ التشابه مع قصة قابيل وهابيل ) واستولى ست على الحكم ، مزق ست جسد أوزوريس وفرقه حتى لا يتم جمعه وتحنيطه فيمنع روحه من العثور على جسده ليعود الى الحياة ويعبر الى العالم الآخر ويمر ليعيش فى “آرو” جنة حقول القصب.
هربت ايزيس من بطش ست واستطاعت تجميع جسد أوزوريس لتدفنه ، وقامت بتهريب طفلها حورس ابن أوزوريس إلى أحراش غرب الدلتا فى مدينة “بوتو” ليعيش فى أمان بعيدا عن بطش عمه الحاكم ست.
كبر حورس وقوى وخاض الصراع مع عمه واستطاع الثأر لموت أبيه أوزوريس.
أصبح حورس البطل حاكما على مصر الشمالية وأحبه الناس لقيامه بأعمال الخير والحكم باللين فأصبح رمزا للحق والعدل وانتقلت سيرته الطيبة عبر الأجيال وتحولت من قصة ملك حكم مصر الشمالية فى عهد ما قبل الأسرات إلى أسطورة دينية أصبحت فيها حورس اله الشمس ورمزا للعدالة والخير.
وأصبح فيها أوزوريس رئيس محكمة الحساب الذى يحاكم الموتى على أعمالهم فى الدنيا يوم القيامة ليجازى الأخيار بجنات آرو ويعاقب الأشرار بالقاء قلوبهم وأجسادهم ليأكلها الحيوان عمعموت!
عين حورس تحولت الى رمز للحساب العادل بين الأفراد ، حيث تشير كل جزئية فى عين حورس الى الكسور العشرية ، فالنصف له مكان فى عين حورس ، والثلث له مكان ، والثمن له مكان .. وهكذا.
حورس “اله الشمس ورمز العدل والخير فى الدنيا وفى الآخرة ” عند المصريين القدماء والذى ترمز عينه الى حماية أرض مصر وشعبها عبر الأجيال لمدة 5500
حورس الجلال والجمال يتجلى فى الفكرة والفكر
حورس بداعه فى النحت وبهاء فى التفاصيل