الشخص الصح في الوقت الغلط

الشخص الصح في الوقت الغلط. 

 

بقلم/ هبة الله يوسف محمود

مقولة ثانية من ضمن أقوال كتير فى مجتمع عايش على تراث ومعتقدات زمن فات ومحافظ عليها أكتر ما بيحافظ على نفسه وروحه، مازلت عند رأيي أنه مجتمع متخلف هو ومعتقداته وأقواله.

 

مين هنا اللى بيحدد الصح أو الغلط؟

مين هنا اللي حدد الوقت والتوقيت لدخول أو خروج شخص ما فى حياتنا؟

مين اللي حدد أن أي شخص بيدخل فى حياتنا شخص صح ودخل فى وقت غلط؟ أو شخص غلط ليه سمحت بدخوله حياتي؟

 

أكيد لا أنا ولا أي حد فيكم، مش يمكن يكون العكس إن ده شخص غلط دخل في وقته الصح، ودخوله ده لسبب، لتصحيح طبع أو أفكار أو درس لينا مش هنتعلمه غير بدخوله حياتنا، زي خبطه على دماغنا تفوقنا من خلل في تصرفنا أو تفكيرنا.

 

ربنا له حكمه يدخله فى حياتنا فى الوقت ده بالذات، لا قبل ولا بعد، زى جسر بنعبر بيه من مرحلة لمرحلة، أكيد ربك مسبب الأسباب جعل كل موقف بتمر بيه في حياتك لسبب مفيش حاجه صدفه ده قدر.

 

ساعات الواحد بيكون في فترة صعبة محتاج لحد جانبه ودخول شخص حياتك فى الوقت ده رحمة من ربك وقدر وهدية ليك وربك عالم إنك محتاجها في الوقت ده فوضعه في طريقك رحمه بيك، وسبحانه مسبب الأسباب يا تقبل هدايا ربك وعطاياه، يا تنفر منها وتتبتر على نعمته.

 

وممكن يكون إقامه دائمه وممكن يكون لحين زوال السبب زى مضاد حيوي للأزمات، رباني يخلص مهمته ويخرج تاني، وبرضو خروجه هيبقى لسبب، ودخول حد حياتك فى الوقت ده رحمة منه ليك يقويك، إنت بقى هتكون أنصح وأعلم من ربك عشان تقول ده وقت غلط.

 

النظرة والفكرة والاعتقاد الغبي ده بيضيع من ايدينا حاجات كتير صح وهدايا وفرص من ربنا عشان جهلنا بقدرته ورحمته وعدم إيماننا بيه إيمان صح إن هدايا ربك ليك ورحمته عليك بيبعتها لك في أي وقت، والوقت الصح والوقت الغلط ده مفهوم متخلف وده شيء نسبي ومتغير من شخص للتاني حسب مفهوم كل واحد للصح والغلط.

 

لكن رحمة ربك غير والوقت عنده غير، وقد أشار إليه سبحانه وتعالى في سورة السجدة { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }

وهناك آيات كثيرة في القرآن عن التوقيت والوقت عند الله سبحانه وتعالى.

فحقيقة عمر الدنيا فى الدين ساعة، كما فسرها العلماء لقوله عزوجل: «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ»، سورة يونس : آية 45.

 

وهناك كثير من العلماء فسروا كلام الله عز وجل لمفهوم التوقيت بين الدنيا والآخرة ولكم في ذلك حرية البحث والإطلاع.

كل حاجة وكل شخص بيمر فى حياتك بيمر لسبب أيًا كان السبب من وجهة نظرك، نظرة ربك أعم وأشمل من إنك تختصرها في نظرتك أنت المحدوده.

زى الأب أو الأم اللي بيقرروا عن أولادهم لصغر سنهم، وضيق تفكيرهم، وعدم قدرتهم على تقدير الأمور، يعنى يا أخي أديت نفسك الحق تقرر عن أولادك وأنك فاهم أكثر وأكبر ونظرتك أعمق، وناكر وجود الحق ده لربك الأعلى والأعلم، وترفض نعمته وفضله عليك بجهل وتخلف إنها آه صح بس فى وقت غلط.

 

قبل ما ترفضوا وتفقدوا من إيديكم نعم أنعم الله بها عليكم لجهلكم بسوء تقديركم للأمور، وأن الله مسبب الأسباب، دوروا الأول على حكمته في دخول الشخص ده حياتكم، ايه اللي اتغير في حياتك وتفكيرك بدخوله، أثر فيك من أي اتجاه، سلبي ولا ايجابي، دور على حكمته وأنت هتتأكد من عظمته ورحمته.

 

وبدل ما تعيشوا فى واقع مؤلم أنتم بكامل ارادتكم إتمسكتم به، ورفضتوا بجهل عطاء ربكم إليكم، حافظوا على ما تبقى من نعم حولكم حتى لا تعيشوا اختياركم

جحيمكم في الدنيا…لنا الله

قد يعجبك ايضآ