البيوت عامرة بقلوب أصحابها
لمياء زكي _رأس الخيمة
نرى أن بعض البيوت لها طباع أصحابها بيت تراه يحتضنك ويقوم بتقوية الوصال بينكم ويشعرك بالدفء والحياة والهدوء ، تجد نفسك بين جلستهم الطيبة وكأن على لسانك تجري الكلمات والابتسامات بعفوية كنهر لا ينضب منه المياه …
فهم أُناس تُجيد نثر المشاعر الطيبة بلطف …لتترك بصمة على قلبك وروحك لا تُنسى ..
البيوت طباع أصحابها
أرى أن هذه المقولة أثبت الواقع صدقها تجد في هذه البيوت ما هو أدق وأعمق من غيرها من آي البيوت الأخرى .. تجدهم يستوطنون قلبك وتشعرك بالانتماء لهم ..
هل يمكن أن يختزل جمال العالم في منزل !؟
برأي أنه ممكن … يحدث ذلك بقلوب أصحابه
فبمجرد الدخول إلى هذه البيوت الدافئة تنفصل عن العالم الخارجي والواقع تماماً وتصبح فجوة زمنية لا تعلم حقيقة ابعادها …
لنرى أن هذا الدفء وهذه السكينة تنفذ إليكَ ببطيء فتترك العنان لروحك وقلبك تتشربها حتى الثُمالة …
أقسم أنني حاولت التحليل كثيراً وفشلت أنه مزيج مدهش بين رائحة شيء شهي تم طهيه للتو ، مع الرمق الأخير من بقايا بخور الصباح ،هو مزيج من مشاعر الطيبة واللطف والاحتواء والاحتضان تراها في كلماتهم في ابتسامتهم في نظرات العيون التي تنطق وتقول مرحباً بك..
وتجد شعاع شمس الصباح المُتسرب من بين فتحات الستائر على استحياء ، بالتأكيد له تأثير لا يمكن مقاومته ،، ناهيك عن أغاني فيروز الصباحية جارة القمر التي تُضيء قلبك بنور الحُب ، وأغاني عاصي الحلاني صوت الدفء فارس الأغنية العربية ..وعبد الحليم حافظ العندليب الأسمر .
تجد في هذه البيوت التميز فأنتَ لا تتحسسها بعيونك بل بقلبك لأن ضيافتهم كانت من القلب فما خرج من القلب وصل للقلب …
وبجلستك معهم يبدو اليوم وكأنه يوم الجمعة صافي مُشرق الشمس لبيت منقرض من بيوت القرن الماضي الذي تسوده الطمأنينة ويغمره الأمان …
ماما فاطمة الجمل
كان الحديث مع ماما فاطمة ممتع جداً رغم بساطة الكلمات ،كان يغلب على الجلسة الهدوء وصفاء الذهن وجمال الروح فالحديث مع من تُحب مُمتع حتى وإن كان حديث بسيط ، ربما وجدت سبباً لهذا الجمال في الحوار ألا وهو تشابه الأرواح ، فلن يصل إليك إلا من يحمل في روحه شيء من روحك.”
فطرتي !! تشربي قهوة !! تشربي شاي!!؟
سؤال مرحباً بصيغة الحُب والود والمشاعر الطيبة سؤال يُطرح من القلب قبل اللسان ، سؤال بصيغة أن أهل هذه البيوت ستفعلها حقاً حتماً ،ولا تنتظر مني رداً ، ثم أنني أحتسي الشاي معهم أقسم أنه أجمل وألذ مذاق للشاي تذوقته بحياتي .
بيوتاً تغمرها مشاعر صافية
وهناك أيضاً في هذه البيوت ما هو أدق وأعمق من تلك التفاصيل تفاصيل الترحاب والضيافة الكريمة ، لتجد ذكرى جميلة كرائحة الورود يفوح منه كلمات وكأنها أجمل العطور ، وارواح باسمة هادئة كهدوء القمر بطلته الجميلة ، ووجوهاً بشوشة مُرحبة إنها حقاً بيوتاً كريمة دافئة بقلوب أصحابها فهي تملك قلباً دافئاً ونفساً كريمة كرماً جماً ..