الإمام الشاطبي رحمة الله عليه

⁩بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
⁦⁩ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
الإمام الشاطبي تلقى الإمام الشاطبي -رحمه الله- عن كثير من العلماء الكبار الذين كانوا من خيرة العلماء بالأندلس في ذلك العصر، وكان لهم الأثر البالغ في تكوين شخصيته وتثقيفه بقسط كبير من المعارف العقلية والنقلية.

الإمام الشاطبي

حتى تمكن -رحمه الله- من الوقوف بفضل الله على جانب كبير من مقاصد الشريعة.
فأخذ عن الشيخ الزيات، والشيخ أبو عبد الله العبدري والشيخ أبو سعيد بن لب، شيخ الشيوخ في غرناطة، وقل من لم يأخذ عنه في الأندلس في وقته.
وأيضاً من شيوخه أبو عبد الله محمد بن علي الفخار المتوفى سنة 754هـ بغرناطة .
وكان من أحسن قراء الأندلس تلاوة وأداءً، وهو مفتوح عليه في علم العربية .
وقد استفاد منه الشاطبي كما ذكر استفادة كبيرة :
ومنهم الإمام الشريف رئيس العلوم اللسانية أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني قاضي الجماعة المتوفى سنة 761هـ بغرناطة.
ومنهم أيضاً إمام وقته أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري المعروف بالمقري الكبير المتوفى سنة 758هـ.
الإمام الشاطبي -رحمه الله- كان من العلماء العاملين المجاهدين في إظهار الدين وإبطال البدع وإماتتها، وله مؤلفات مفيدة على قلتها.
ويبدو أن الإمام الشاطبي لم يكن معروفاً إلا بعد تأليفه كتابيه الموافقات والاعتصام، لذلك فإن المترجمين له لم يتعرضوا لذكر شيء من حياته ونشأته وأسرته بالتفصيل، وخاصة ما قبل التأليف، وهكذا كثير من العلماء لا يعرف إلا بعد أن يؤلف، أو يكون له مواقف يظهر بها علمه.
وقد أثنى كثير من العلماء على الإمام الشاطبي، وحق له أن يثنى عليه؛ فقد كان -رحمه الله- متفنناً في أنواع من الفنون، وعلى جانب كبير من مقاصد الشريعة.
كان -رحمه الله- مشهوراً بمقاومة البدع وأهلها، وكان يبين للناس السنن، ويحذر من البدع، وكان قد تولى الخطابة في الجامع الأعظم، فلما حاول أن يبين للناس ما دخل على الخطابة والإمامة من البدع، وجد مقاومة شديدة من أرباب البدع؛ حيث نسبوه إلى البدعة والضلالة والغباوة والجهل .
وفي ذلك يقول:
“فابتدأت بأصول الدين عملاً واعتقاداً، ثم بفروعه المبنية على تلك الأصول، وفي خلال ذلك أبين ما هو من السنن، أو من البدع، ثم أطالب نفسي بالمشي مع الجماعة التي سماها بالسواد الأعظم، في الوصف الذي كان عليه هو وأصحابه، وترك البدع التي نص عليها العلماء أنها بدع وأعمال مختلفة، وكنت في أثناء ذلك قد دخلت في بعض خطط الجمهور، من الخطابة والإمامة ونحوها، فلما أردت الاستقامة على الطريق وجدت نفسي غريباً، في جمهور أهل الوقت؛ لكون خططهم قد غلبت عليها العوائد، ودخلت على سننها الأصلية شوائب من المحدثات الزوائد، فرأيت أن الهلاك في اتباع السنة هو النجاة، وأن الناس لن يغنوا عني من الله شيئاً، فأخذت في ذلك على حكم التدريج في بعض الأمور، فقامت عليّ القيامة، وتواترت عليّ الملامة، وفَوّق إليّ العتاب سهامه، ونسبت إلى البدعة والضلالة، وأنزلت منـزلة أهل الغباوة والجهالة، شهادة تكتب، ويسألون عنها يوم القيامة”. انتهى.
مؤلفات الإمام الشاطبي :
مؤلفاته ليست كثيرة، وقد أحسن من قال:
قليل منك يكفيني ولكن
قليلك لا يقال له قليل
الاعتصام للشاطبي فمؤلفاته -رحمه الله- على قلتها لكن الكتاب الواحد منه يعدّ بعشرة كتب من غيره .
فمن ذلك كتاب الاعتصام الذي بين أيدينا الآن .
وكتاب الموافقات في أصول الفقه، وسماه (عنوان التعريف بأصول التكليف) .
وله أيضاً كتاب في الفتاوى، عالج فيه مشاكل عصره .
وله أيضاً شعر، وإن كان شعره محدوداً .
وأيضاً من مؤلفاته (شرح رجز ابن مالك في النحو الألفية) .
و(شرح جلي على الخلاصة) في النحو في أربعة أسفار كبار، لم يؤلف مثله .
وله كتاب المجالس، شرح فيه كتاب البيوع من صحيح البخاري .
وله كتاب الإفادات والإنشادات فهو محقق وموجود.
وله بعض كتب أتلفها في حياته لم يقتنع بها منها عنوان :
(الاتفاق في علم الاشتقاق)
و(أصول النحو)
وقد أتلفها في حياته .
ومن أشهر كتبه كتاب (الاعتصام)
وكتاب (الموافقات).
قالوا عن أبي إسحاق الشاطبي :
١ – ” الشيخ الإمام العلامة الشهير، نسيجُ وحدِه، وفريد عصره”
أبو عبد الله المُجاري الأندلسي ت٨٦٢هـ
٢ – ” الشيخ الأستاذ الفقيه الإمام المحقق العلامة الصالح”
ابن مرزوق الحفيد ٨٤٢هــ
٣ – ” الإمام الأصولي العالم النّظَّار”
أبو عبد الله الجَعدالة السُّلَمي ت ٨٩٧هــ
٤ – ” الإمام العلامة المحقق القُدوة الحافظ المجتهد …. “
أحمد بابا التُّنبكتي ت١٠٣٦هـ
٥ – ” الإمام الحافظ الجليل المجتهد من أفراد المحقّقين الأثبات وأكابر المتفننين، فِقها وأصولا، وعربيةً وغيرها “
الحَجوي تــ١٣٧٦ هـ
٦ – وقيل عن الإمام الشاطبي في كتاب
“رؤية فقهية حضارية لترتيب المقاصد الشرعية ” ط.عام ٢٠١٠ م ط.نهضة مصر، ص٢١ …أن الإمام الشاطبي أسهم إسهاما كبيرا في علم المقاصد الشرعية “
د. علي جمعة _ عام٢٠١٠ م
قال التنبكتيّ في الإمام الشاطبيّ:
“قال الإمام الحفيد ابن مرزوق في حقه -أي:الشاطبيّ :
إنه الشيخ الأستاذ الفقيه الإمام المحقق العلامة الصالح أبو إسحاق، انتهى.
وناهيك بهذه التحلية من مثل هذا الإمام، وإنما يعرف الفضل لأهله أهله”.
قال أيضًا:
“اجتهد وبرع وفاق الأكابر والتحق بكبار الأئمة في العلوم وبالغ في التحقيق”.
وقال:
“وجرى له معهم -اي: مع شيوخه- أبحاث ومراجعات أجْلَتْ عن ظهوره فيها وقوة عارضته وإمامته .
منها: مسألة مراعاة الخلاف في المذهب. له فيها بحث عظيم مع الإمامين القباب وابن عرفة، وله أبحاث جليلة في التصوف وغيره، وبالجملة فقدره في العلوم فوق ما يذكر، وتحليته في التحقيق فوق ما يشهر”.
وقال:
“ألف تآليف نفيسة اشتملت على تحريرات للقواعد وتحقيقات لمهمات الفوائد، منها شرحه الجليل على الخلاصة في النحو في أسفار أربعة كبار لم يؤلف عليها مثله بحثا وتحقيقا، فيما أعلم، وكتاب “الموافقات” في أصول الفقه كتاب جليل القدر لا نظير له يدل على إمامته، وبعد شأوه في العلوم سيما علم الأصول”.
فرضي الله عنه وأرضاه .
وأما الطاعن فيمن تواتر فضله وعلمه -كالشاطبي رحمه الله- طاعنٌ في نفسه.
_ قال الذهبي في السير (٨/ ٢٧٨):
“وَقَدْ كُنْتُ وَقَفْتُ عَلَى بَعْضِ كَلاَمِ المغَارِبَةِ فِي الإمام (الشافعي) -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَانَتْ فَائِدتِي مِنْ ذَلِكَ تَضْعِيفُ حَالِ مَنْ تَعَرَّضَ إِلَى الإِمَامِ، وَللهِ الحَمْدُ”.
_ ولست في معرض دفاع عن الامام الشاطبي، فهو إمام جليل معلوم القدر ، ومن طالع كتبه _لاسيما_ كتاب الموافقات أدرك
شيئا من عبقرية الرجل ..
_ولعل كتابه “المقاصد الشافية ” تدل على علو كعبه في اللغة ..
_أما كتابه “الاعتصام” فهو كتاب رائع فذ بين فيه مؤلفه القواعد والمنطلقات التي يمكن أن تضبط حد البدعة ، وتبين القواعد العلمية الصارمة لذلك ، بما يقطع الطريق على أهل الأهواء والبدع..
حتى تمكن -رحمه الله- من الوقوف بفضل الله على جانب كبير من مقاصد الشريعة.
فأخذ عن الشيخ الزيات، والشيخ أبو عبد الله العبدري والشيخ أبو سعيد بن لب، شيخ الشيوخ في غرناطة، وقل من لم يأخذ عنه في الأندلس في وقته.
وأيضاً من شيوخه أبو عبد الله محمد بن علي الفخار المتوفى سنة 754هـ بغرناطة .
وكان من أحسن قراء الأندلس تلاوة وأداءً، وهو مفتوح عليه في علم العربية .
وقد استفاد منه الشاطبي كما ذكر استفادة كبيرة :
ومنهم الإمام الشريف رئيس العلوم اللسانية أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني قاضي الجماعة المتوفى سنة 761هـ بغرناطة.
ومنهم أيضاً إمام وقته أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري المعروف بالمقري الكبير المتوفى سنة 758هـ.
الإمام الشاطبي -رحمه الله- كان من العلماء العاملين المجاهدين في إظهار الدين وإبطال البدع وإماتتها، وله مؤلفات مفيدة على قلتها.
ويبدو أن الإمام الشاطبي لم يكن معروفاً إلا بعد تأليفه كتابيه الموافقات والاعتصام، لذلك فإن المترجمين له لم يتعرضوا لذكر شيء من حياته ونشأته وأسرته بالتفصيل، وخاصة ما قبل التأليف، وهكذا كثير من العلماء لا يعرف إلا بعد أن يؤلف، أو يكون له مواقف يظهر بها علمه.
وقد أثنى كثير من العلماء على الإمام الشاطبي، وحق له أن يثنى عليه؛ فقد كان -رحمه الله- متفنناً في أنواع من الفنون، وعلى جانب كبير من مقاصد الشريعة.
كان -رحمه الله- مشهوراً بمقاومة البدع وأهلها، وكان يبين للناس السنن، ويحذر من البدع، وكان قد تولى الخطابة في الجامع الأعظم، فلما حاول أن يبين للناس ما دخل على الخطابة والإمامة من البدع، وجد مقاومة شديدة من أرباب البدع؛ حيث نسبوه إلى البدعة والضلالة والغباوة والجهل .
وفي ذلك يقول:
“فابتدأت بأصول الدين عملاً واعتقاداً، ثم بفروعه المبنية على تلك الأصول، وفي خلال ذلك أبين ما هو من السنن، أو من البدع، ثم أطالب نفسي بالمشي مع الجماعة التي سماها بالسواد الأعظم، في الوصف الذي كان عليه هو وأصحابه، وترك البدع التي نص عليها العلماء أنها بدع وأعمال مختلفة، وكنت في أثناء ذلك قد دخلت في بعض خطط الجمهور، من الخطابة والإمامة ونحوها، فلما أردت الاستقامة على الطريق وجدت نفسي غريباً، في جمهور أهل الوقت؛ لكون خططهم قد غلبت عليها العوائد، ودخلت على سننها الأصلية شوائب من المحدثات الزوائد، فرأيت أن الهلاك في اتباع السنة هو النجاة، وأن الناس لن يغنوا عني من الله شيئاً، فأخذت في ذلك على حكم التدريج في بعض الأمور، فقامت عليّ القيامة، وتواترت عليّ الملامة، وفَوّق إليّ العتاب سهامه، ونسبت إلى البدعة والضلالة، وأنزلت منـزلة أهل الغباوة والجهالة، شهادة تكتب، ويسألون عنها يوم القيامة”. انتهى.
مؤلفات الإمام الشاطبي :
مؤلفاته ليست كثيرة، وقد أحسن من قال:
قليل منك يكفيني ولكن
قليلك لا يقال له قليل
الاعتصام للشاطبي فمؤلفاته -رحمه الله- على قلتها لكن الكتاب الواحد منه يعدّ بعشرة كتب من غيره .
فمن ذلك كتاب الاعتصام الذي بين أيدينا الآن .
وكتاب الموافقات في أصول الفقه، وسماه (عنوان التعريف بأصول التكليف) .
وله أيضاً كتاب في الفتاوى، عالج فيه مشاكل عصره .
وله أيضاً شعر، وإن كان شعره محدوداً .
وأيضاً من مؤلفاته (شرح رجز ابن مالك في النحو الألفية) .
و(شرح جلي على الخلاصة) في النحو في أربعة أسفار كبار، لم يؤلف مثله .
وله كتاب المجالس، شرح فيه كتاب البيوع من صحيح البخاري .
وله كتاب الإفادات والإنشادات فهو محقق وموجود.
وله بعض كتب أتلفها في حياته لم يقتنع بها منها عنوان :
(الاتفاق في علم الاشتقاق)
و(أصول النحو)
وقد أتلفها في حياته .
ومن أشهر كتبه كتاب (الاعتصام)
وكتاب (الموافقات).
قالوا عن أبي إسحاق الشاطبي :
١ – ” الشيخ الإمام العلامة الشهير، نسيجُ وحدِه، وفريد عصره”
أبو عبد الله المُجاري الأندلسي ت٨٦٢هـ
٢ – ” الشيخ الأستاذ الفقيه الإمام المحقق العلامة الصالح”
ابن مرزوق الحفيد ٨٤٢هــ
٣ – ” الإمام الأصولي العالم النّظَّار”
أبو عبد الله الجَعدالة السُّلَمي ت ٨٩٧هــ
٤ – ” الإمام العلامة المحقق القُدوة الحافظ المجتهد …. “
أحمد بابا التُّنبكتي ت١٠٣٦هـ
٥ – ” الإمام الحافظ الجليل المجتهد من أفراد المحقّقين الأثبات وأكابر المتفننين، فِقها وأصولا، وعربيةً وغيرها “
الحَجوي تــ١٣٧٦ هـ
٦ – وقيل عن الإمام الشاطبي في كتاب
“رؤية فقهية حضارية لترتيب المقاصد الشرعية ” ط.عام ٢٠١٠ م ط.نهضة مصر، ص٢١ …أن الإمام الشاطبي أسهم إسهاما كبيرا في علم المقاصد الشرعية “
د. علي جمعة _ عام٢٠١٠ م
قال التنبكتيّ في الإمام الشاطبيّ:
“قال الإمام الحفيد ابن مرزوق في حقه -أي:الشاطبيّ :
إنه الشيخ الأستاذ الفقيه الإمام المحقق العلامة الصالح أبو إسحاق، انتهى.
وناهيك بهذه التحلية من مثل هذا الإمام، وإنما يعرف الفضل لأهله أهله”.
قال أيضًا:
“اجتهد وبرع وفاق الأكابر والتحق بكبار الأئمة في العلوم وبالغ في التحقيق”.
وقال:
“وجرى له معهم -اي: مع شيوخه- أبحاث ومراجعات أجْلَتْ عن ظهوره فيها وقوة عارضته وإمامته .
منها: مسألة مراعاة الخلاف في المذهب. له فيها بحث عظيم مع الإمامين القباب وابن عرفة، وله أبحاث جليلة في التصوف وغيره، وبالجملة فقدره في العلوم فوق ما يذكر، وتحليته في التحقيق فوق ما يشهر”.
وقال:
“ألف تآليف نفيسة اشتملت على تحريرات للقواعد وتحقيقات لمهمات الفوائد، منها شرحه الجليل على الخلاصة في النحو في أسفار أربعة كبار لم يؤلف عليها مثله بحثا وتحقيقا، فيما أعلم، وكتاب “الموافقات” في أصول الفقه كتاب جليل القدر لا نظير له يدل على إمامته، وبعد شأوه في العلوم سيما علم الأصول“.
فرضي الله عنه وأرضاه .
وأما الطاعن فيمن تواتر فضله وعلمه -كالشاطبي رحمه الله- طاعنٌ في نفسه.
_ قال الذهبي في السير (٨/ ٢٧٨):
“وَقَدْ كُنْتُ وَقَفْتُ عَلَى بَعْضِ كَلاَمِ المغَارِبَةِ فِي الإمام (الشافعي) -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَانَتْ فَائِدتِي مِنْ ذَلِكَ تَضْعِيفُ حَالِ مَنْ تَعَرَّضَ إِلَى الإِمَامِ، وَللهِ الحَمْدُ”.
_ ولست في معرض دفاع عن الامام الشاطبي، فهو إمام جليل معلوم القدر ، ومن طالع كتبه _لاسيما_ كتاب الموافقات أدرك
شيئا من عبقرية الرجل ..
_ولعل كتابه “المقاصد الشافية ” تدل على علو كعبه في اللغة ..
_أما كتابه “الاعتصام” فهو كتاب رائع فذ بين فيه مؤلفه القواعد والمنطلقات التي يمكن أن تضبط حد البدعة ، وتبين القواعد العلمية الصارمة لذلك ، بما يقطع الطريق على أهل الأهواء والبدع..
قد يعجبك ايضآ